الخميس، 30 مارس 2017

قصيدة " الليل الأخير " - جابر السوداني

قصيدة " الليل الأخير " - جابر السوداني 

31 اذار ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي


إهداء خاص للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة عيده المجيد
الليل الأخير
جابر السوداني

رحلتْ عصافيرُ المآذنِ كلـُّها
بالأمسِ تبحثُ عن خطأكْ.
في الِّتيهِ تقتسم المفـارقُ جمعَـها
وتعودُ تفترشُ السنينَ
وتندبُ الموتى
والأمسُ مـرَّ كلفحةٍ
صفراءَ ترتشفُ الندى
عــن وجهِ آتينا اليتيمْ.
ما بين خطوٍ راحلٍ
ورسوِّ أشرعةِ الغيابْ
سادَ صمتٌ مطبقٌ وبكى المسيحْ.
أصغي كأنـِّـي لا أرى
وأكادُ اسمعُ بين أشلاءِ الحجرْ.
همساً كخفقِ الجنحٍ ينشـجُ
والريـحُ ثكلى
طعـمُ صرختِها على الأبوابِ
كـفٌّ مـن حجرْ.
حمراءُ تقرعُ بالتساؤلِ صمتَـنا
أيُّ صوبٍ غيبتكَ دروبُـهُ
ومشتْ تشيعُـكَ المآذنُ
والـجـراحُ تئنُّ في الليلِ الأخـيرْ.
هلْ أوجعتكَ جراحُـهُ
فوطئتَ رمضاءَ الخرابْ.
حافي القدمينِ تقرأ في الفلاةْ.
ما خطتْ الريــــــحُ
على وجهِ الرمالْ.
وبأيِّ سـرٍّ عدتَ من عطشِ الصحارى
أيـُّـها المنفيُّ محمولاً
على وهجِ الضياءْ.
ألـقِ براحتِـكَ النديَّـةِ فوقَ أجفاني الحجرْ.
يستيقظُ العشقُ المخـبَّـأ
في ظلالِ الرمشِ أسرابَ قـطا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق