الشاعر عيسى حسن الياسري - قصيدة " العمارة "
(1)
أيتها الذهبية مثل القمح
الخضراء كحقول الرز
والهادئة كنهر هادئ
لقد دهمتك الشيخوخة ..وهرمت سريعا
(2)
قراك القصبية تنقرض كسلالات نادرة
ورائحة القهوة ما عادت تنبعث من أثوابك
(3)
اثنان فجعت بهما
أنت ..., وشيء يقال له الشعر
لقد حسبتكما رسولين يريدان خلاصي
(4)
ماذا لو قلت لأطفالك
أن يقفوا عند جميع الأبواب عدا باب الحلم....?
(5)
لن ينقذني أحد
وها أنذا آهرب ..وأعود ..وأهرب ثانية
(6)
في اليوم ..ألعنك ..وأبكيك أكثر من مرة
(7)
لقد ذهب عنك السحر
كنت ألاحقك عبر حقول الحنطة
وأطوق خصرك بذراعيَّ الطفلين
كان طريا ..ونحيلا خصرك
(8)
الصبيَّة ذات التاج العشبي
والقدمين المنتعلين بأزهار الحقل
لا أثر لعبقها
(9)
المعشوقات يخلّفن شقوقا في هذا الجانب ..
أو ذاك من القلب
أما أنتِ .. فزحفت عليه زحف الكثبان ..الرملية فوق غدير الماء
(10)
قلتْ ..سأظل بعيدا
لا أطأ أرضكِ
لا أتطلع للغيم الراكض نحوك
(11)
طويلا سأفتقد منعرجات دروب مراعيك
(12)
كلانا خسر رائحته
أنت تلتهمين قراك
ونحن نفتت لهجتنا
(13)
أيتها الطيبة إلى حد البله
لماذا حبّبت إليّ جنوبك..
ذا الأهداب المبتلة أبداً
والعينين الخجلتين
(14)
كل طيورك حطت فوق الأرض
عدا طائر قلبي
(15)
حتى الآن أنتظر ما لا يأتي :
أسراب " البط "
مواسم حرث الحقل
فيضان النهر ....وعرس القرية
(16)
ماذا لو كانت عيناك تريان إلى الأبعد .
بعض الشيء
إذن لاحتطت لعصري
(17)
المقيمون قريبا منك هم السعداء
كل صباح ينهالون عليك بشتائمهم
(18)
يا امرأة شعثاء الشعر
يا أرضا خربة لا يبرحها المطر الملحي
ولا زبد طوفان الأتربة الخانق
(19)
يا سفنا تستبدل حمولتها من الرز ..
بنواح هواء الليل
يا أما ثكلى
كل صباح تفقد نهرا
ومزيدا من أيام طفولتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق