الشاعر مظفر النواب يرثي الامام الحسين
فضة من صلاة تعم الدخول .. والحمائم أسراب نور
تلوذ بريحانة أترعتها ينابيع مكة أعذب ما تستطيع
ولست أبالغ أنك وحي تأخر بعد الرسول .. ومن المسك للروح أجنحة وفضاء
كأني أعلو ويجذبني .. أن ترابك هيهات يعلى عليه ..
وبعض التراب سماء تضيء العقول .. ليس ذا ذهبا ما أقبل
بل .. حيث قبل جدك من وجنتيك ودر حليب البتول ..
لم يزل همما للقتال ترابك أسمع هول السيوف ..
ويوشك طفل ضريحك أن يتبلج عنك .. أراك بكل المرايا
على صهوة من ضياء وتخرج منها .. فأذهل أنك أكثر منا حياة ..
ألست الحسين بن فاطمة وعلي؟؟؟ .. لماذا الذهول ؟؟؟
تعلمت منك ثباتي وقوة حزني وحيدا .. فكم كنت يوم الطفوف وحيدا
ولم يك أشمخ منك وأنت تدوس عليك الخيول
من بعيد رأيت - ورأسك كان يحز - حريق الخيام
فأسبلت جفنيك فوق الحريق حنانا بكى الله فيك بصمت وتم الكتاب
فدمعك كان ختام النزول وبايعك الدهر .. وارتاب في نفسه الموت
مما يراك بكل شهيد فأين ترى جنة لتوازن هذا مقامك ..
هل كنت تسعى اليها حثيث الخطىأم .. ترى جنة الله كانت تريد اليك الوصول ؟؟
واقف ها انا وشجوني ببابك ما شاغلي جنة الخلد ولا أستجير من النار ..
لكنني فاض قلبي بصوتك تستمطر الله قطرة ماء تطيل وقوفك ضد يزيد الى الان ..
لله مما بتاريخنا من مغول و ذرا فيه ليس تطال وعنها انحدار السيول ..
اننا في زمان يزيد كثير الفروع .. وفي كل فرع لنا كربلاء
وكشف احدى وعشرون عمرو بن عاص ونصف نعم ثم نصف ..
يفتش روث بني قينقاع ويرضى قراد الحلول .. اذا كان ترضاه يوما قراد الحلول
هرمت في مصافحة الذل كف فمن سوف يرمي بها للكلاب ..
وأحسب أن الكلاب تقيء لفرط نجاستها
لا تخون الكلاب ولا تتباهى بفرط خصاها .. لعنت زمانا
خصى العقل فيه يقود فحول العقول
لدى الرأس منك امام الشهادة عهد على عاشق .. كبرياء السماوات في ناظريك ..
نقاوم نعرف أن القتال مرير .. وأن التوازن صعب
وان حكوماتنا في ركاب العدو .. وان ضعاف النفوس انتموا للذئاب
وعاثت ذئاب من الطائفية تفتك بالناس ..
ما أنت طائفة انما امة للنهوض تواجه ما سوف يأتي .. اذ الشر يعلن دولته بالطبول ..
لست أبكي .. فانك تأبى بكاء الرجال .. ولكن ذرفتني أمام الضريح عيوني ..
يطاف برأسك فوق الرماح ورأس فلسطين أيضا يطاف به في بلاد العروبة ..
يا للمرؤة والعبقرية بالجبن
أما العراق فينسى لأن ضريحك عاصمة الله فيه .. وجود بنيه
أقل من الجود بالروح جود خجول ..
وطني .. رغم كل الرزايا يسل على الموت كل صباح ..
ويغمد في الحزن كل مساء .. وينهض ثانية والصباحات بين يديه بطاقات عرس ..
وتبقى الثريا معلقة فوقه أسوة بالثريات فوق ضريحك
يارب نور بتلك الثريات وجهي وبالطلع والرفقة الثابتين على الدرب عرضا وطول ..
انت يارب تغفر للكفر ان كان حرا أبيا .. وهيهات تغفر للمؤمنين العبيد ..
ذلك فهمي وانت ضماني على ما اقول
ها انا عرضة للسهام التحاقا بموقفك الفذ يوم ترجلت بين الرماح
كأنك انت الذي فوق كل خيول الزمان .. فما وقفة العز يوم الطفوف
من الامس بل للزمان جميعا وهذا العراق وقد رجلته جيوش الحصار
وحيدا يصول .. كأن العروبة ليس ترى كيف يحتز رأس العراق
وتقطع اوصاله .. ويزيد يطوف به في البلاد ..
وواه من الانكسار المرير بعين الرجال يمدون ايديهم لزمان
هم اكرموه .. ولم ار مثل العراق كريما خجول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق