جان دمو رائد الشعراء الصعاليك في العراق
يوخنا دمو يوسف هذا هو اسمه الثلاثي شاعر عراقي أبصر النور في مدينة كركوك عام 1942، لعائلة فقيرة . ُعرف فيما بعد باسم (جان دمو) . عرف منذ شبابه بالميل إلى القراءة والكتابة، فضلاً عن ترجماته من الانكليزية إلى العربية وبالعكس . سافر إلى بيروت لغرض الإقامة هناك، إلا انه ما لبث أن عاد بأمر الحكومة اللبنانية لتشرده وعبثيته وصعلكته. فتبعثرت قصائده وما كتب بين حانات بيروت وكركوك وبغداد. عده الكتاب والنقاد بـ (راهب الكلمات الحالمة ورائد الشعراء الصعاليك في العراق). وكان واحداً من "جماعة كركوك" الذين جاءوا إلى بغداد ، حيث كان لهم دور بارز في المشهد الأدبي العراقي ، وهم كل جان دمو وسركون بولص وفاضل العزاوي ومؤيد الراوي وأنور الغساني وصلاح فائق وغيرهم . ومثل معظم أفراد الجماعة، حمل دمّو أحلامه متوجهاً إلى بغداد، ليغدو حالة بوهيمية تشكّل في بعض تفاصيلها امتداداً للشاعرين الصعلوكين عبد الأمير الحصيري وحسين مردان.
اهتم الراحل بالترجمة بشكل خاص، اضافة الى كتابته قصيدة النثر بشكل مبكر في العراق. ويعتبره البعض ظاهرة ثقافية بحد ذاته بسبب طبيعة حياته ونمط معيشته. وكان دمو قد اعتقل في العراق مع مجموعة من الكتاب بتهمة «تنظيم حركة سرية».
وما يمكن ملاحظته على كتاباته هو، اطلاعه الواسع على الأدب العالمي والانكليزي خاصة، والذي كان واضحاً على نصوصه.
لقد كان جان دمو غزير الإنتاج شعراً وكتابة ً وترجمةً، إلا أن ما نلاحظه هو انه كان مقلاَ في النشر فهو الشاعر الصامت الهادئ والبعيد عن أضواء عدسة الكاميرات والمهرجانات الثقافية، حيث لم تصدر له طوال حياته سوى مجموعة واحدة بعنوان (أسمال) طبعت وصدرت عام 1993
منتصف الستينيات، نشر دمّو، قصيدة في مجلة عراقية، كانت الأغرب وأثارت الكثير من اللغط حولها في الوسط الثقافي آنذاك. كان عنوان القصيدة "الجندي الذي سافر في القطار ونسي أن يقول للبروفيسور نعم"
لم يَصدر لدمّو في حياته كتاباً. فقد وُلدت مجموعته اليتيمة "أسمال" (1993) على يد بعض من أصدقاء الشاعر، وجمع حسين علي يونس، الذي شارك دمّو حياة الصعلكة في التسعينيات، كل ما أنتجه البوهيمي من شعر وترجمة في كتاب "جان دمّو: التركة والحياة" والذي صدر عن دار "نون"
بالرغم مما لاقاه الشاعر في حياته إلا انه كان شاعراً يكتب للحياة والحب والأمل، بشعر يمتلك جمالية خاصة:
(نهر اللحظات يتقرفص في حديقة الزهور
الأفواه مجمدة . الأفواه خط طويل من العذاب
اليأس. ما يشدنا إلى البعض، إلى الهواء
إلى الأصفار، هو جسامة الماضي
أن نضحك ثانية وثانية
أن نستفز الحاكمين
أن نرفض)
بيان شعري
رحل الشاعر جان دمو في 8 مايس 2003 في استراليا بالسكتة القلبية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق