الأحد، 7 أغسطس 2016

قصيدة هدّأة العراق للشاعر منعم الفقير

قصيدة هدّأة العراق للشاعر منعم الفقير

الشاعر منعم الفقير

هدّأة العراق
كم من الطوفان للظفر
بعشبة الحياة
خذوا
كل سنواتي
واعطوني سبعاُ فقط
أحن
إلى أيامي ...
أيامي الأولى
لأضحك دونما أضحك
وأتحدث دونما أحد
لأعرف
اين تخبتئ آلامي
أحن إلى أخطائي
أخطائي المدربة علي
....
أي فرح
هذا الذي تعيش من أجله
لا فرح لكَ
أنتَ الذي أغويت كل الأحزان
...
أي فرح هذا الذي تنشده
أنتَ الفرح الأبدي
الذي تطوف من حوله الأحزان
...
حزن
العالم
مدين
بوجوده
لي
....
وصية جلجامش
كنْ مباركاً
أنتَ الآتي من بعدي
أنتَ النازل من لدني
يا نسغ
أوروك الطيب
ويا لوح المجد
الطوفان دماؤك
وقلبكَ العشبة
واحد أحد أنتِ
وكل الكل أنتِ
فكن عصياً وكن الأقوى
....
جدي
الشمس الشمس
تتسلق تتسلق
السماء السماء
للجدار للجدار
الواطئ الواطئ
ظلّ ظلّ
قصير قصير
على على
الكرسي الكرسي
يجلس يجلس
جدي الغبار
....
لي وطن
فيه قبر جدتي
آثار طفولتي
وأطلال رجولتي
فيه أسمالي
أرصفة للتوسل
أغانٍ مبحوحة
فيه نهران عظيمان
جسور وشاحنات
وفيه لجميع الأحياء قبور.
....
حدود روحي حدود وطني
....
عائلة
في الصباح
فنجان القهوة بين الجبنة
وحبات الزيتون
المائدة تتسع بالأيدي
حين همّ الأب بالخروج
طلب الطفل شكولاتة
وطلبت الأم قبلة
وقال الأب سأعود
في المساء
الطفل في الشرفة
الأم في المطبخ
والأب في المشرحة
.....
النخلات الثلاث
خيرية في الخامسة
ضوء اصفر شاحب
عيناها الغائرتان
ترقبان بألم
في الفسحة الواسعة
أمام الكوخ
تتمرغ الأبقار بالتراب
نخلات ثلاث
ننطلق نحوها كالخيول
أما خيرية
فتّدب وراءنا مثل نملة
الليل يفتح أبواب الجن
فتنساب نحونا السعالي
عيوننا المفتوحة
تسبح في ماء خيال جدتي
الشتاء يحتل كوخنا
وينشر البرد
أمي بيدها المرتجفة
تلقي علينا الأسمال
في الفسحة الواسعة
أمام الكوخ
تتمرغ الأبقار بالتراب
نخلات ثلاث
ننطلق نحوها كالخيول
ولا أحد يدّب وراءنا
الكوخ يطوقه الصمت
أمي واقفة
بيدها صرة ثياب
عيناها مثل قاربين
ذهب بهما
بحر من الدمع
- أين خيرية
- لقد رحلت
- وحدها؟
- لا خوف عليها
- قد تبرد؟
- الراحلون لا يبردون
- قد تجوع؟
- الراحلون لا يجوعون
- أماه لِمَ لا نرحل نحن أيضاً؟!
في الفسحة الواسعة
أمام الكوخ
تتمرغ الأبقار بالتراب
نخلات ثلاث
ننطلق نحوها كالخيول
.....
نوم أم
الشمس غادرتنا ذابلة
والقمر
غافٍ في حضن السطوح
حبيبتي
لم تمشط شعرها
وأنا لم أحلق ذقني
فأمي العزيزة
لا تزال نائمة
......
شجرة الآس أزهرت
في بيتنا تمرح الشمس
يا أمي ماذا بعد
هل وهنت وغطاك الغبار
وأنا لا أعرفُ
الطريق إليكِ
صار الوطن موجة
في بحر الحرب
يا أمي
أطفئي قنديلكِ ونامي
......
حبيبتي
لم تمشط شعرها
وأنا لم أحلق ذقني
فأمي العزيزة
لا تزال نائمة
.....
يا أبي
كم شمعة أطفأت
وكم شمعة لم تطفئ
أي ضوء
خان وجهكَ
فأسلمكِ إلى العتمة الأبدية
أنا أبنكَ المشرد
ورثت عنكَ أعضاءكَ المكبوتة
وبشرتكَ الصفراء
وآمالكَ المغدورة
.....
صناعة وطن
مرة أخذتُ:
قليلاً من التراب
قليلاً من الأعشاب
قليلاً من المياه
وكثيراً من الأسلاك
وصنعتُ منها وطناً
فهل أسميه "عراق"؟
الجندي
لم يكن هشاً حدّ الكسر
ولا ليناً حدّ الطي
كان يسبح
في وحدة موحشة، موحشة
في الإجازة الأولى:
عاد في شاحنة
في الإجازة الثانية:
عاد في باص
في الإجازة الثالثة:
عاد في صندوق
هدّأة العراق
كم من الطوفان للظفر
بعشبة الحياة
خذوا
كل سنواتي
واعطوني سبعاُ فقط
أحن
إلى أيامي ...
أيامي الأولى
لأضحك دونما أضحك
وأتحدث دونما أحد
لأعرف
اين تخبتئ آلامي
أحن إلى أخطائي
أخطائي المدربة علي
....
أي فرح
هذا الذي تعيش من أجله
لا فرح لكَ
أنتَ الذي أغويت كل الأحزان
...
أي فرح هذا الذي تنشده
أنتَ الفرح الأبدي
الذي تطوف من حوله الأحزان
...
حزن
العالم
مدين
بوجوده
لي
....
وصية جلجامش
كنْ مباركاً
أنتَ الآتي من بعدي
أنتَ النازل من لدني
يا نسغ
أوروك الطيب
ويا لوح المجد
الطوفان دماؤك
وقلبكَ العشبة
واحد أحد أنتِ
وكل الكل أنتِ
فكن عصياً وكن الأقوى
....
جدي
الشمس الشمس
تتسلق تتسلق
السماء السماء
للجدار للجدار
الواطئ الواطئ
ظلّ ظلّ
قصير قصير
على على
الكرسي الكرسي
يجلس يجلس
جدي الغبار
....
لي وطن
فيه قبر جدتي
آثار طفولتي
وأطلال رجولتي
فيه أسمالي
أرصفة للتوسل
أغانٍ مبحوحة
فيه نهران عظيمان
جسور وشاحنات
وفيه لجميع الأحياء قبور.
....
حدود روحي حدود وطني
....
عائلة
في الصباح
فنجان القهوة بين الجبنة
وحبات الزيتون
المائدة تتسع بالأيدي
حين همّ الأب بالخروج
طلب الطفل شكولاتة
وطلبت الأم قبلة
وقال الأب سأعود
في المساء
الطفل في الشرفة
الأم في المطبخ
والأب في المشرحة
.....
النخلات الثلاث
خيرية في الخامسة
ضوء اصفر شاحب
عيناها الغائرتان
ترقبان بألم
في الفسحة الواسعة
أمام الكوخ
تتمرغ الأبقار بالتراب
نخلات ثلاث
ننطلق نحوها كالخيول
أما خيرية
فتّدب وراءنا مثل نملة
الليل يفتح أبواب الجن
فتنساب نحونا السعالي
عيوننا المفتوحة
تسبح في ماء خيال جدتي
الشتاء يحتل كوخنا
وينشر البرد
أمي بيدها المرتجفة
تلقي علينا الأسمال
في الفسحة الواسعة
أمام الكوخ
تتمرغ الأبقار بالتراب
نخلات ثلاث
ننطلق نحوها كالخيول
ولا أحد يدّب وراءنا
الكوخ يطوقه الصمت
أمي واقفة
بيدها صرة ثياب
عيناها مثل قاربين
ذهب بهما
بحر من الدمع
- أين خيرية
- لقد رحلت
- وحدها؟
- لا خوف عليها
- قد تبرد؟
- الراحلون لا يبردون
- قد تجوع؟
- الراحلون لا يجوعون
- أماه لِمَ لا نرحل نحن أيضاً؟!
في الفسحة الواسعة
أمام الكوخ
تتمرغ الأبقار بالتراب
نخلات ثلاث
ننطلق نحوها كالخيول
.....
نوم أم
الشمس غادرتنا ذابلة
والقمر
غافٍ في حضن السطوح
حبيبتي
لم تمشط شعرها
وأنا لم أحلق ذقني
فأمي العزيزة
لا تزال نائمة
......
شجرة الآس أزهرت
في بيتنا تمرح الشمس
يا أمي ماذا بعد
هل وهنت وغطاك الغبار
وأنا لا أعرفُ
الطريق إليكِ
صار الوطن موجة
في بحر الحرب
يا أمي
أطفئي قنديلكِ ونامي
......
حبيبتي
لم تمشط شعرها
وأنا لم أحلق ذقني
فأمي العزيزة
لا تزال نائمة
.....
يا أبي
كم شمعة أطفأت
وكم شمعة لم تطفئ
أي ضوء
خان وجهكَ
فأسلمكِ إلى العتمة الأبدية
أنا أبنكَ المشرد
ورثت عنكَ أعضاءكَ المكبوتة
وبشرتكَ الصفراء
وآمالكَ المغدورة
.....
صناعة وطن
مرة أخذتُ:
قليلاً من التراب
قليلاً من الأعشاب
قليلاً من المياه
وكثيراً من الأسلاك
وصنعتُ منها وطناً
فهل أسميه "عراق"؟
الجندي
لم يكن هشاً حدّ الكسر
ولا ليناً حدّ الطي
كان يسبح
في وحدة موحشة، موحشة
في الإجازة الأولى:
عاد في شاحنة
في الإجازة الثانية:
عاد في باص
في الإجازة الثالثة:
عاد في صندوق
منعم الفقير
هدأة العراق
الى الفنانة شذى سالم فنانة عراق وصديقة تاريخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق