الجمعة، 19 أغسطس 2016

شمران الياسري ... ابو گاطع في ذكرى رحيله ال 36



أبو كاطع

صحفي وروائي عراقي، لقبه أبو كاطع واسمه الحقيقي "شمران يوسف محسن ولد الياسري" في قرية محيريجة المسماة حالياً ناحية الموفقية جنوب غرب الكوت بحوالي 35 كم عام1926 ، ، ، وتوفي في السابع عشر من آب عام 1981 في براغ بحادث سيارة ودفن في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وكان الياسري يتميز بقدرته على توظيف الأمثال الشعبية عبر حكاية عامة عادة ما تحمل مدلولا سياسياً كبيراً، ويستخدم فيها مفردات عامية وحكم مأثورة، ويضعها بمجملها في قالب كتابي واضح وشيق، قادر على إثارة القارئ أو المستمع وتشجيعه على مواصلة المتابعة، من خلال استخدامه للمفردات الشعبية التي يتداولها الناس في وسط وجنوب العراق وتجسد اسلوبه هذا في رباعيته ذائعة الصيت "رباعية أبو كاطع" ( الزناد ، بلابوش دنيا ، غنم الشيوخ ، فلوس حميد ) التي جسد فيها واقع المجتمع العراقي آنذاك.
كتب شمران الياسري في صحف عدة من بينها طريق الشعب والتآخي والفكر الجديد ثم ما لبث أن أصبح مديراً لتحرير مجلة الثقافة الجديدة
بزغ نجم شمران بشكل ملحوظ بعد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وصدور جريدة اتحاد الشعب ومن خلال برنامجه الإذاعي الشهير ( احجيها بصراحة ابو كَاطع ) والذي كان يمثل يقين الكوميديا الشعبية ونبض الشارع العراقي ، اذ اجتذب الملايين من المستمعين .
يقول الأستاذ فلك الدين كاكائي وهو مثقف كردي بارز إن الكرد كانوا ينتظرون إذاعة برنامجه مثلما ينتظره أهل الوسط والجنوب ... عاصر شمران الجواهري والبياتي والسياب وسعدي يوسف ومن في وزنهم من ألوية الفكر والثقافة
القي المرحوم ( ابو كَاطع ) مع عشرات المثقفين العراقيين في السجن نتيجة الوثيقة التي وقعوها لنصرة القضية الكردية مطلع ستينات القرن الماضي ( إحلال السلم في كردستان ) واضطرت عائلته الى العودة الى الريف بانتظار إطلاق سراحه ، وقد ظل في السجن نحو من سنة وأطلق سراحه قبل انقلاب شباط الأسود بشهرين
واجه محنة الانقلاب
التي وقعت بعد ذلك ليختبئ نحو أربعة أشهر في بيت احد أعمامه في بغداد ثم نقل بعد ذلك إلى ريف النعمانية من قبل سائق مغامر سلك طرقا معقدة ليوصله الى دار عمه السيد مالك الياسري وظل ناشطا في ريف الكوت والحي والناصرية واصدر مطبوعا سريا عن محلية الحزب الشيوعي العراقي في واسط اطلق عليه اسم الحقيقة
بعد اعلان العفو عن المعتقلين السياسين نهاية عام 1968 انتقل ابو كَاطع الى بغداد وعاود برنامجه الشهير ( احجبها أبصراحة يبو كَاطع ) والكتابة في بعض الصحـــف
عام 1972 صدرت له الرباعية الشهيرة التي كتبها تحت ضوء الفانوس بعيدا عن انظار السلطة بعد انقلاب شباط 1963والتي جسدت واقع الاقطاع في تلك السنين العجاف لحين إطلالة ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958
اشتراها الجمهور قبل صدورها
ولعل كتاباته في طريق الشعب التي صدرت علنية منذ 16 ايلول / عام 1973 الى 5 / نيسان / 1979 اثارت تلك المقالات حفيظة النظام البعثي الحاكم الذي كان ينظر لها بعين حاقدة محاولُا تلفيق التهم ضده الأمر الذي حمل الحزب الشيوعي العراقي على الايعاز اليه بالسفر الى براغ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق