الفنانة والمناضلة الميسانية سميرة مزعل
سميرة مزعل فهد الشمسي مارست التصوير الشمسي منذ طفولتها الذي اتقنته على يد والدها الذي كان يصطحبها اثناء ذهابه للعمل في محل التصوير الذي افتتحه في مدينة العمارة مذ كانت طالبة في المدرسة الابتدائية لمساعدته في العمل واعالة عائلته بعد ان عانى من ضعف البصر الامر الذي دفعها الى تغيير تاريخ ولادتها من العام 1948الى العام 1946 من اجل الحصول على اجازة ممارسة التصوير في الحادي والعشرين من تموز العام 1962.
وبذلك كانت أول امرأة عراقية مارست التصوير الشمسي ولصغر سنها كانت تضطر الى وضع دكة خشبية لتتمكن من الوصول للكاميرا حيث انتقلت للعمل بها امام البيت وبعد ان حصلت على كامرا تصوير محمولة توسعت دائرة عملها للمدرسة لتصوير الطالبات، او الذهاب الى حديقة النساء في شارع دجلة لمزاولة المهنة و بعدها افتتحت محل خاص بها في منطقة “الجديدة “وسط العمارة
سميرة مزعل من عائلة سياسية كانت دارها مأوى وملتقى للمعارضيين الشيوعيين منهم صاحب الملا خصاف الذي قتله الاقطاع والذي كتب عنه الشاعر الكبير مظفر النواب قصيدته (صويحب من يموت المنجل يداعي) حيث قام والدها ببناء سقف سري من القصب في الغرف الخلفية من الدار على ارتفاع يسمح للشخص بالجلوس،لغرض الاختباء من الاجهزة الامنية.
وتروي سميرة عن تلك الفترة في لقاء اجراه معها لجريدة الصباح الصحفي يوسف المحمداوي حيث تقول - عندما صدر امر القاء القبض على الشاعر مظفر النواب،كان دور اخي عبد الرحمن هو مغادرة البيت في العمارة ومرافقة النواب باللجوء الى الاهوار لكون عبد الرحمن معلما في الاهوار ويعرف طرقها والمناطق الآمنة فيها فضلا عن كونه معروفا بين عشائر الهور لانها من عشائر البومحمد الذين يسكنون فيها، ورد النواب الجميل لشقيقي اثناء تقدمه لخطبة احدى بنات عائلة العبايجي ،كان لايملك شيء فقام النواب بمعية السياسي المعروف مهدي الحافظ وزير التخطيط الاسبق ترافقهم والدة وشقيقة الشاعر النواب بشراء النيشان وتقدموا لخطبة الفتاة التي يريدها عبد الرحمن،وبالفعل تمت الخطبة والزواج من ساهرة اسماعيل العبايجي بسوار وخاتم ذهب من عائلة النواب وبتشجيع من مهدي الحافظ.
تعرضت سميرة مزعل للملاحقة والاعتقال من قبل الاجهزة الامنية كانت بدايتها في الابتدائية عندما مزقت لافتة لحزب البعث وكان الاعتقال لمدة ساعات، اما الآخر بعد انقلاب شباط الاسود عام 1963 فقامت الجهات الامنية بمداهمة البيت بحثا عن شقيقها عبد الرحمن فلم يعثروا عليه فقاموا باعتقال العائلة ومن ضمنهم والدها وكانت العملية بقيادة البعثي هاشم القدوري الذي اشرف على تعذيبهم ،، وبعد عمليات تصفية المعارضين قام الطلبة برفع شعار “ارفعوا ايديكم ايها الجلادين عن المناضلين الاحرار”، قامت سميرة بأستنساخ ( 1000 ) نسخة من بيانات الشجب والادانة وقام الطلبة بلصق المنشورات على جدران المدينة ، فثارت ثائرة الحرس القومي فقاموا بحملة اعتقالات واسعة القي القبض فيها على سميرة واعداد كبيرة من الطلبة وبقيت ثمانية اشهر في بيت المختار قاموا يعدها بتسفيرها الى سجن تسفيرات البصرة ومن ثم الى بغداد بالقطار وبعدها احيلت اوراقها الى المجلس العرفي الثاني في معسكر الرشيد، حيث حكم عليها بالسجن خمس سنوات ... في سجن بغداد المركزي التقت المناضلة نرجس الصفار زوجة جمال الحيدري ،وتعرضت الى نزيف نقلت على اثره الى مستشفى الشعب حيث استطاع مصور التقاط صورة لها بالمستشفى أحدثت ضجة اعلامية دولية تبعها حملة تضامن اممية قادها الفيلسوف البريطاني (برتراند رسل)الذي طالب الحكومة العراقية باطلاق سراحها وبالفعل تم الامر بعد شهور من المطالبة.
كذلك تعرضت للاعتقال عام 1987 و بعد الانتفاضة عام 1991 اذ شاركت في تظاهرة في مدينة العمارة وبعد ان دخل الجيش وقوات الامن الصدامية اعتقلت ونقلت الى سجن الرضوانية ولعدم الاعتراف رغم التعذيب ولسوء حالتها الصحية تم اطلاق سراحها بعد فترة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق