ذكرى اغتيال الاعلامي البارز هادي المهدي في بغداد
عصر يوم الخميس الموافق 8 / 9 / 2011 عثر على جثة الاعلامي البارز هادي المهدي مقتولا برصاصة في الرأس في منزله في منطقة الكرادة وسط مدينة بغداد.
جيران الصحفي المغدور اكدوا انهم لم يسمعوا اي صوت لاطلاقات نارية مما جعل الشرطة تخمن انه قتل بمسدس كاتم للصوت.
وهادي المهدي من الاعلاميين البارزين في العراق، يبلغ من العمر 46 عاماً وهومتزوج ولديه ثلاثة اطفال، وكان يقدم برنامجا اذاعيا معروفا باسم (يا سامعين الصوت) في راديوديموزي والذي كان يحظى بشعبية واسعة.
وكان هادي المهدي احد الصحفيين الاربعة الذين اعتقلوا وتعرضوا الى ضرب مبرح امام العديد من زملائهم على خلفية المشاركة في مظاهرات الخامس والعشرين من شباط – فبراير 2011، حيث كشف هادي المهدي في مؤتمر صحفي عقد في بغداد غداة اطلاق سراحهم، تفاصيل التعذيب والتهديد الذي تعرض له من قبل اجهزة الاستخبارات العسكرية العراقية هووزملاءه.
وكان اخر ما كتبه الصحفي هادي المهدي على صفحته في الفيس بووك حوالي الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت بغداد، اي قبل نحوساعة من مقتله، انه يعيش منذ ثلاثة ايام حالة من الرعب وذكر "كفى.. اعيش منذ ثلاث ايام حالة رعب فهناك من يتصل ليحذرنى من مداهمات واعتقالات للمتظاهرين وهناك من يقول ستفعل الحكومة كذا وكذا وهناك من يدخل متنكر ليهددنى في الفيس بوك.. ساشارك في التظاهرات وانى من مؤيديها وانا اعتقد جازما ان العملية السياسية تجسد قمامة من الفشل الوطنى والاقتصادي والسياسي وهي تستحق التغيير واننا نستحق حكومة افضل.. باختصار انا لا امثل حزب ولا اية جهة انما امثل الواقع المزري الذي نعيشه.. لقد سئمت مشاهدت امهاتنا يشحذن في الشوارع ومللت اخبار تخمة ونهب السياسيين لثروات العراق!!".
والغريب ان المنطقة التي أغتيل فيها المهدي تعد من اكثر احياء بغداد انتشارا لعناصر الامن والاستخبارات، وهي منطقة خاضعة لتشديدات امنية مكثفة.
وتعرض الصحفيون والعاملون معهم في العراق لهجمات متتالية منذُ الغزو الامريكي للبلاد عام 2003، حيث أغتيل المئات من الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي ومن ضمنهم الصحفي هادي المهدي، واختطف المئات منهم
والغريب المثير للشكوك ان جميع هذه الجرائم تسجل دائما ضد مجهول رغم معرفة وانكشاف منفذي بعضها كما حصل في عملية اغتيال المفكر كامل شياع الذي ساهم في أغتياله ضباط في القوى الامنية وقتلة ينتمون لمليشيات مرتبطة باحزاب السلطة
هادي المهدي, مسرحي عراقي ولد في مدينة الديوانية, احدى محافظات الجنوب العراقي. عام 1965حيث عاش طفولته ونشأ فيها ثم انتقل إلى العاصمة بغداد ليدرس في أكاديمية الفنون ويتخرج منها حاملا شهادة البكالوريوس في الإخراج المسرحي. عاش هادي المهدي حياته متسائلا باحثا عن المعرفة . يعرف هادي المهدي نفسه بانه "عراقي اعشق الحياة والحرية والعدل والمساواة والإبداع والجمال". عاش هادي المهدي سنوات كثيرة خارج العراق نتيجته مواقفه في معارضة النظام الدكتاتوري العراقي ابان الحكم البعثي وعاد إلىالعراق بعد سقوط النظام وبدأ هو ومجموعة من اصدقائه في نشر الوعي والتبشيير بالديمقراطية الجديدة من اجل بناء عراقي قوي. اخرج هادي المهدي العديد من الاعمال المسرحية كان اخرها مسرحية هاملت تحت نصب التحرير وهي مسرحية تحتوي على إسقاطات ماخذوة من الواقع العراقي واصل المسرحية مقتبسا عن مسرحية هاملت للاديب الإنكليزي الشهير ويليام شكسبير. كان له في المهجر ابداعات عديدة ابان تواجده هناك، حيث قدم في المسرح القومي بدمشق مسرحيات (دم شرقي، سيدة الفجر، دائما وابداً) وقدم في مملكة الدانمارك مسرحيتي (طقوس الدم ودم شرقي). كما ان للمهدي افلام قصيرة منها (يوم الجمعة، الحمامة، لا تسرق روحي) وفلمين روائيين طويلين باللغة الكردية هما (الشمس 2000، سيدة الفجر 2005) كما له العديد من الاعمال التلفزيونية اخرها زمن الندى.
للمهدي ثلاث كتب مطبوعة هي (نصوص خشنة، الحياة تبدا غداَ، الطقس المسرحي المعاصر وصياغته). كما عمل مديراً لقسم الدراما في قناة كردستان وفي راديو دجلة اف ام. وكان له برنامج اذاعي يبث ثلاث مرات في الاسبوع على اذاعة ديموزي اف.ام يحمل عنوان (يا سامعين الصوت)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق