الأحد، 4 سبتمبر 2016

حسين مردان - 14 تموز أو نشيد الحديد

14 تموز أو نشيد الحديد


الشاعر حسين مردان


ومعَ الليلِ.. يتدفَّقُ نهرُ الدُّموعِ
وتسهرُ أجفانُ الأطفالِ
وشَبَحُ الرَّعبِ يختفي وراءَ كلِّ بابٍ
والناسُ
ملايينُ الناسِ
تكدحُ باستمرارٍ
ليجلسَ رجلٌ في « الملهى»
ويحرقُ «مائة دينار»
ليُشعلَ رأسَ سيكارةٍ لعاهِرَة!
وعندما كنَّا نشعرُ بالشَّوقِ
إلى الحريَّةِ، نحسدُ نزلاءَ السُّجونِ
وحتَّى السلام
«السلام عليكم» أيُّها الأصدقاءُ
تشكِّلُ جريمةً يُعاقِبُ عليها القانونُ
وكانتْ مراوحُ الشرِّ تنشرُ
ظِلُّ الإرهابِ في كلِّ مكانٍ
فالموتُ يتثاءبُ في الدروبِ
وعلى النوافِذِ
بل كنَّا نعيشُ الموتَ في الصَّميمِ
فاندفعَ الشَّعبُ إلى مشاربِ الخمْرِ
والتهامِ التَّبْغِ
ومعَ كلِّ ذلكَ:
فإنَّ شجرةَ الانتقامٍ كانَتْ
تعلو وتزدهرُ وينبتُ في جذعِهَا
في كلِّ لحظةٍ جذعٌ جديدٌ
وفي مكانٍ ما من العراقِ
كان يعيشُ رجلٌ مقدامٌ
يعملُ في صمتٍ وهُدوءٍ
في صُنعِ «أغنية حديدية»
وذاتَ صباحٍ
انطلقَتْ ألحانُها العظيمة
فكانت ثورة 14 تموز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق