السبت، 22 أكتوبر 2016

قصيدة "اعترافاتُ امرأةٍ عراقيّةٍ بين يدي آيةِ الله" - للشاعر عواد ناصر

قصيدة "اعترافاتُ امرأةٍ عراقيّةٍ بين يدي آيةِ الله" - للشاعر عواد ناصر

الشاعر عواد ناصر

سلامٌ على أرقِ النسوةِ العاشقاتِ استحالَ إلى مرمرٍ أزرقَ
تحتَ ضوءِ القمرْ.
سلامٌ على عَرَقٍ نزَّ فوقَ الوسادةِ
في ليلةٍ شحَّ فيها نسيمُ الحبيبْ.
سلامٌ على الإبطِ بلَّلهُ آبُ حتّى أراقَ نبيٌّ على حلمٍ ليلةِ غزوٍ 
وفجرِ صلاةْ
سلامٌ على أَمَةٍ تتحرّرُ من نفسِها لتصرّحَ بالحبِّ
رُغمَ الحِجابِ وتنذُرُ ثديينِ يكتنزانِ الدموعَ
لتبعثَ في الأرضِ كلَّ السلامِ
وفي الناسِ كلَّ المسرّةِ
سلامٌ على امرأةٍ تتدّخلُ في جَدِلِ الفقهِ
كي تنقذَ الروحَ ممّا أمضَّ بها من بلاءِ الإمامِ المزوّرِ.
إنَّ القواريرَ أقربُ للهِ من مؤمنٍ كاذبٍ.
نحنُ:
نحنُ، بناتِ الهزيعِ الأخيرِ من الحزنِ
حتى صباحِ الديوكِ المكرّسِ للخُطبِ المضجرةْ،
سنسفرُ عن سُررٍ كالفناجينِ تغمرُها النُطفُ الطاهرةْ.
أصلّي وقدْ لا أصومُ
أصومُ وقد لا أصلّي
ولكنّني أستحي من ضميري،
وأُصدقُكَ القولَ: إنّي أحبُّ مليكي المتوّجَ فوقَ سريري.
أنا امرأةٌ من شرارٍ وقارٍ 
وحنّتْ يديها بما سالَ من من دمِ الشهداءِ
أنا سبطةٌ، عيطبولٌ وخودٌ وبهنكةٌ وهضيمٌ وممشوقةٌ ورداحٌ ورقراقةٌ،
بضةٌّ وأناةٌ وعبقرةٌ ورشوفٌ أنوفٌ، رصوفٌ، لعوبٌ، ضحوكٌ وفرعاءٌ، لقّاءٌ،
درماءُ، محمقةٌ وعَروبٌ، قدورٌ، حَصانٌ، صَناعٌ، بنونٌ، نزورٌ، مهابُ
تشظّى على شفتيها الرضابُ.
أبثُّ شُكاتي
وأفضحُ ما تدّعيِهِ العمائمُ،
أكشفُ ما خلَّفتْهُ على حلمتيّ الحروبُ التي شنّها الأوّلونَ ليربحها الآخرونْ
ولكنّني، وحديَ، الخاسرةْ.
عراقيّةٌ تعبرُ النهرَ ما بينَ موسى بن جعفرَ والأعظميّةِ فجراً،
وعمّدَني دجلةُ الأزليُّ ليجعلَني أقربُ الكائناتِ إلى العرشِ.
يا آيةَ اللهِ، هذا بياني
منذُ خروجِي من ضلعِ آدمْ
ومن لا مكاني
ومن لا زماني
تمرّدتُ، كلّي، على الحشدِ يهتفُ: طوبى لأمِّ الشهيدِ
ليطردَني خارجَ البرلمانِ.
جاءَ في عيونِ الأخبارِ لمؤلفِهِ عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوريّ:
"عاقبَ اللهُ النساءَ بعشرِ خصالٍ: شدّةُ النفاسِ والحيض والنجاسةِ في بطنها وفرجها، وجعل ميراثَ امرأتين ميراثَ رجلٍ واحدٍ وشهادةَ امرأتينِ شهادةَ رجلٍ واحدٍ، وجعلها ناقصةَ العقلِ والدينِ. لا تصلّي أيامَ حيضِها ولا يُسلّمُ على النساءِ وليس عليهنَّ جمعةٌ ولا جماعةٌ، ولا يكون منهنَّ نبيٌّ ولا يسافرنَ إلا بوليٍّ".
ولكنّني – مثلما قلتُ – إمرأةٌ أتدخّلُ في جدلِ الفقهِ 
عابرةٌ للنصوصِ 
وهذا رغيفي:
لكلِّ جياعِ الجنوبِ وِكُردِ الحروبِ وأصحابِ فهد الشهيدِ وأمّ الزعيمِ القتيلِ
وبنتِ الهدى وسكينةَ بنتِ الحسينِ،
وهذي دناني
كلوا واشربوا من فواكه جسمي وخمرِ كرومي
مشاعاً حلالاَ على قومِ عادَ ولوطَ وموسى وعيسى وأحمدْ.
خيالي خيالانِ
إنسٌ وجنٌّ على ركبتي يلعبونَ
ولي ملَكانِ على حلمتي يسهرانِ
ولي شهوتانِ مغمّستانِ بكأسٍ عراقيّةٍ من لهيبْ
فتنتشيانِ ولا تصحوانِ،
ولي شفتانِ هما وطنٌ فَرِحٌ للزمانِ الكئيبْ،
أبالسةٌ أذكياءٌ يقيمونَ تحتَ ثيابي
وراياتُ من يشعرونَ بأوجاعِ عالِمنا
عندَ بابي.
سلامٌ عليَّ أحرّرُ روحيَ بادئةً بالحجابِ
سلامٌ على عانسٍ تحتسي حزنَها في مساءِ الخريفْ
سلامٌ على عمّتي الحائرةْ
سلامٌ على جارتي تحتمي بالسلالمِ مما اختفى في السقوفِ
سلامٌ على البنتِ خائفةً من مكائدِ أحلامِها السافرةْ
سلامٌ على السومريّاتِ يلبطنَ كالسمكِ الحيِّ تحتَ الظهيرةْ
سلامٌ
سلامٌ
سلامٌ.
________________________ 
(*) كتبت هذه القصيدة ونشرت عام 2004 لكن القارئ قد يجد فيها حذفاً وإضافةً محدودين، بعد أن أعدت كتابتها في 19 نيسان (أبريل) 2014 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق