الفنان د. سعدي الحديثي
.
ولد سعدي الحديثي في مدينة حديثة، غرب العراق. في عائلة عرفت بزعامتها الدينية وكان لجده خيرالله تكيّة هناك. وهي المكان التي شهد تألقه في مجال الإنشاد الديني منذ أن كان طفلا وكانت شهرته في الأداءء الديني ليعتلي المسرح أثناء دراسته الابتدائية ليؤدي الأدوار الغنائية وهو ما شجعه على الغناء في الأفراح العائلية.
وبالرغم من تلك البيئة المحافظة التي نشأ فيها يضاف إلى أن الميل إلى الفكر القومي كان هو السائد في بلدة يجمعها نهر الفرات بسوريا فإن الحديثي انفرد بهوى شيوعي قاده عام 1964 إلى مواجهة عقوبة السجن، في واحد من أسوأ السجون العراقية، نقرة السلمان. ذلك المنفى الصحراوي الذي كان الدخول إليه بمثابة تلويحة وداع للحياة. هناك التقى الشاعر مظفر النواب الذي كان هو الآخر مسجونا للسبب عينه ، وكان معهم الشاعر الفريد سمعان والفنان التشكيلي يحيى الشيخ و نخبة رائعة من الأدباء والمثقفين الذين دونوا بصمات الوعي على جدران هذا السجن الرهيب ، إذ كان يشكل ثنائياً مع الشاعر مظفر النواب ليبددا وحشة ليل سجن نكرة السلمان كان صوتهما يشق سكون ليل الصحراء الصيفي ليقول لكل من يسمعه نحن هنا نحطم قيود السلطة الدكتاتورية ونتحدى ارهابها بصوتنا،
ذلك الثنائي عاد مجددا عام 1995 للتألق من جديد بصفتهما ثنائيا ثقافيا في المنفى هذه المرة ليثمر عن تسجيل عدد من الاشرطة والاسطوانات، وعن احياء عدد من الامسيات الشعرية الغنائية البديعة في لندن اولاً ثم في السنوات الاخيرة في برلين وشيكاغو وهارفرد وبوستون ودبي والبحرين وغيرها من عواصم الدنيا نالت اصداء فنية واسعة ، انما دون احتراف ودون اتجار دائما. وكما كتب أحد النقاد مرة، فإن "السر في عظمة غناء سعدي الحديثي انه يرفض مصاحبة اي آلة موسيقية لغنائه ويعتمد كليا على صوته
دخل سعدي الحديثي سعدي كلية الآداب ـ جامعة بغداد عام 1966ــ 1970 في قسم اللغة الانكليزية
تعرض من قبل النظام السابق بسبب انتمائه الى الحزب الشيوعي ، ومنع من السفر لدراسة الفن، لكن إصراره بمساعدة البعض من معارفه أوجد له طريقا لدراسة الموسقى والشعر في المملكة المتحدة ،
سعدي كان رائدا في مجال ابداعه ودراسته العميقة للتراث الغنائيرللبادية العراقية ، وهو وريث كبير ووفي كذلك لكل ذلك التراث الخصب والخبرات العراقية في الموسيقى والشعر الشعبي البدوي والجنوبي، كما تشهد على ذلك مؤلفاته العديدة بدءا من "أغاني الجوبي في اعالي الفرات" اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1984 وانتهاءً بدراساته ومقالاته ومحاضراته الكثيرة عن الغناء البدوي والشعبي والفولكور المنشورة وغير المنشورة .
من أغانية
"كل الهلا بْحبَيبي الجان زْعَلانْ، طابجْ ورده وخزّامَه والوسطْ عْرانْ" و" ولِچْ عَرنَه ولچ خانه، يَوَلّي وينْ ربيانه"، و" يا بو چَرِدْ ناعورْ چردَكْ دِ ديره، مثل الرمَد بالعين عشگْ الزِغِيره"، و"ياعين مْولَيتينْ وْعينْ موليه"، و"عَلّماني يُمَّه الماني"، و"عالميجَنَة وعالميجنة" وعشرات النصوص الغنائية، البدوية االمحضة في الاصل،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق