الشاعر الشعبي العراقي شاكر السماوي في ذكرى رحيله
شاكر السماوي .. رحلة ابداع ونضال
فجر يوم الثلاثاء الموافق الخامس والعشرون من شهر تشرين الثاني2014 غيّب الموت في منفاه السويدي المناضل والشاعر الرائد (شاكر السماوي) الذي يعد رمزاً ثقافيا عراقيا وركناً مهما من أركان الشعر الشعبي العراقي، حيث كان واحداً من الشعراء الذين رسخّوا مفهوم الحداثة الشعرية في القصيدة الشعبية فضلا عن كونه من كتاب المسرح المميزين.
ويعد شاكر السماوي واحد من أعمدة القصيدة الشعبية في العراق مع زملائه عريان السيد خلف وكاظم إسماعيل الكاطع ومظفر النواب فيما تؤكد الاعمال المسرحية التي كتبها انها ما زالت تشير الى تميزه في مجال الكتابة المسرحية.
ولد السماوي عام 1936 في محافظة السماوة في العراق، قرية " الرميثة " شمال مدينة السماوه، وانتقلت عائلته إلى مدينة الديوانية وهو في سن الرابعة.. حيث قضى طفولته في منطقة قد سُميت " العارضيات "
اسمه الكامل هو شاكر عبد سماوي ومنه اشتق لقبه السماوي،شقيقاه هما الشاعر عزيز السماوي والدكتور سعدي السماوي وقد مثلا معه ثالوثاً ثقافياً مشعاً منذ أوائل الستينات من القرن الماضي والعقود المتتالية، وابنه هو المسرحي طلعت السماوي المتخصص بالرقص التعبيري
اكمل الراحل في الديوانية دراسته الابتدائية والثانوية،.خاض (السماوي) غمار العمل الوطني من خلال انتمائه الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في خمسينيات القرن الماضي وبسبب نشاطه الفاعل الذي عرفته عليه جماهير الشامية والفرات الأوسط، فقد دخل السجن ثماني مرات وهو لم يبلغ الثالثة والعشرين بعد، وأخذت تتقاذفه بعد ذلك السجون والتشرد الى ان جاءت ثورة تموز 1958 التي حررته بعد 7 أيام من قيامها عندما كان يقضي فترة الحكم بالابعاد لعامين بمدينة الناصرية
في سنة 1966 انتقل السماوي الى بغداد واكمل دراسته الجامعية البكالوريوس في قسم اللغة الإنكليزية حيث مارس العمل الصحفي إلى جانب التدريس الثانوي، وفي بغداد أصدر ديوانه الأول (احجاية جرح 1970)،الذي شكل مرحلة جديدة في القصيدة الشعبية الحديثة ، ثم اصدر (رسايل من باجر)، ثم توالت الدواوين المطبوعة مثل:نشيد الناس،نعم انا يساري،تقاسيم والعشكَ والموت وابنادم. وللراحل ايضا كتابان في الفكر هما: اللاديمقراطية عربياً، مقامات الغضب والالواح الضوئية.
بدايته مع المسرح تعود الى عام 1958 حيث قدم مسرحيته (خبز وكرامة) على مسرح الديوانية ومسرحية (بشرى الثورة) عام 1959 ومسرحية (بقايا تحتضر) عام 1960 وقد منع عرضها بعد اجازتها، الا ان الاطلالة الحيّة في تجربته المسرحية تعود الى عام 1971 حيث قدمت له (فرقة المسرح القومي العراقي) مسرحية (صوت النخل) وهي تأليف مشترك مع الفنان (طه سالم) ثم مسرحية (رقصة الأقنعة) عام 1979 على مسرح بغداد (فرقة المسرح الشعبي) التي قال عنها الدكتور علي جواد الطاهر في مقالة نقدية:(لو كان بيدي أمر لألقيت بالمؤلف في مسارح العالم لينهل التجارب من ينابيعها حين ذاك سيجني البلد ثمرة ناضجة من شجرة ناضجة، إذ لا يتهيأ لنا شاكر السماوي في كل حين
بعد الهجمة الدكتاتورية على القوى التقدمية عام 1979 هاجر الى الجزائر وعمل فيها مدرسا بين 1979 ـ 1983 .
أضطر الشاعر لمغادرة العراق الى منفاه الاضطراري والمسرحية ما زالت تعرض على خشبة المسرح .
لكنه غادر الجزائر في 1983 متوجها إلى سورية ولبث فيها حتى جاءته موافقة دولة السويد على الإقامة فيها كان ذلك 1989، وهناك انضم كعضو في الاتحاد السويدي عام 1990 وصار عضو اتحاد المسرحيين السويدي عام 1993 وأصبح في فترة عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الأجانب. وقام المستشرق الفنلندي نينو بيتر فايسن الأستاذ في جامعة يوتوبوري بإعداد دراسات واسعة عن شعره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق