الى روح "علي رشم"
عارف الساعدي
عدت ليلة البارحة من زيارة اخي وصديقي عبدالحسين رشم والد الشهيد علي رشم وقد عاد من الهند بعد اجراء عملية فتح صدر بسبب الشرايين المسدودة ، لم انم ليلة البارحة فكان هذا النص
لسنا بحاجة الى الملائكة
الى روح "علي رشم"
علاوي
لقد عاد أبوك لتوه من الهند
فتحوا صدره في مستشفياتهم
فقد وجدوا ثلاثة شرايين في قلبه لا ينبضن
وعندما فتحوا أحد هذه الشرايين
وجدوك نائماً فيه
استيقظْ يا علَاوي
إنَ نومك الطويل
أغلق الحياة على أبيك
لقد كان أبوك يضحك معنا
ولكنَك دائماً كنتَ تختبئ خلف ضحكته
إلى متى أنت نائم في ذلك الشريان يا علاوي؟
لقد خلعت الحربُ قميصَها
وها هي الآن تتمَشى بيننا عاريةً
إلَا من شبابٍ يشبهونك قد علقوا بشعرها
أين أنت؟
أمُك ما زالت على عادتها قبل أن تموت
فهي إلى الآن تسأل أمهات الصبايا الجميلات
عن عروس لك
أين أنت يا علاوي؟
المدينة هادئةٌ هذه الليلة
وحبيبتك بانتظار أنْ تكمل نصف القصيدة
الحرب انتهت
ولمَتْ أطفالها معها
لقد عاد الجرحى إلى بيوتهم
والنبض إلى قلوب الأمهات
تُرى أين أنت؟
ما الذي تنتظره لكي تعود
ما الذي يمنعك علاوي
هل أنت مقتنع إلى هذا الحد بالبقاء في سمائك الثامنة
نحن لسنا بحاجة إلى الملائكة
نحن بحاجةٍ إلى البشر الخطَائين
الذين يقهرون قلوب أمهاتهم بالغياب
وينامون في شرايين آبائهم المتهالكة
حاول أنْ تتفهم خجلنا
لا تكن مشاكساً إلى هذا الحد
هذه الحرب انتهت
ربَما ستذهب بنادقكم إلى المتاحف
وربَما تُوضع بعض الدبابات في مداخل المدن
شواهد حب قديم
وربما سينحت الفنانون تماثيل لكم
ويكتب الشعراء قصائد حب
ربما بعد سنوات
سيرقص أبناء أخيك
على نشيد موتك الأبيض
ولا يفهمون أنَهم يرقصون في قلب أمِك
سيكبر الجميع في تلك اللحظة
ولكنك الوحيد الذي سيبقى في العشرينات
والوحيد الذي يتضخم في شرايين أبيه
حاول أن تتفهم وضعنا
لقد خلعت الحرب قميصها
ولمَتْ كل صغارها التائهين
وعاد الجميع إلى بيوتهم
تُرى هل عدتَ لتمارس لعبة الإختفاء مع أخيك
وما ذنب الشرايين
التي تعطلت بسبب نومك الطويل فيها
عارف الساعدي
بغداد 30/ 6/ 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق