شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً .. مثلَ أوراق الشتاءْ هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
|
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ ..في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟ .. أم أنّني وحدي الذي
|
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟ .. سَأقُولُ في التحقيق :
|
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
|
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ .. ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ .. ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
|
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ .. كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ .. ويأكُلُونَ .. ويَسْكَرُونَ ..
|
على حسابِ أبي لَهَبْ .. لا قَمْحَةٌ في الأرض .. تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
|
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا .. إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً .. فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
|
لا سِجْنَ يُفْتَحُ .. دونَ رأي أبي لَهَبْ .. لا رأسَ يُقْطَعُ
|
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ .. سَأقُولُ في التحقيق : كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
|
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا.. وخاتَمَ عُرْسِهَا .. وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
|
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ .. سَأَقُولُ في التحقيق :
|
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ .. وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا .. وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
|
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا .. عِنَبْ هل مَوْتُ بلقيسٍ ... هو النَّصْرُ الوحيدُ
|
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟... بلقيسُ .. يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
|
الأنبياءُ الكاذبُونَ .. يُقَرْفِصُونَ .. ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ ..
ولا رِسَالَةْ .. لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا .. من فلسطينَ الحزينةِ ..
|
|
نَجْمَةً .. أو بُرْتُقَالَةْ .. لو أَنَّهُمْ حَ مَلُوا إلَيْنَا .. من شواطئ غَزَّةٍ
|
حَجَرَاً صغيراً .. أو محَاَرَةْ .. لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
|
زيتونةً .. أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً .. ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
|
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ .. يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
|
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً .. ليغتالُوا غَزَالَةْ !!... ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
|
في هذا الزَمَانِ ؟ .. ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟ .. في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
|
المَجُوسيِّ .. الجَبَان والعالمُ العربيُّ مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
|
ومَقْطُوعُ اللسانِ .. نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها .. فما ( العِقْدُ الفريدُ )
|
وما ( الأَغَاني ) ؟؟ .. أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
|
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي .. أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
|
والطُّفُولَةَ .. والأماني ..
|
بلقيسُ .. يا بلقيسُ .. يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
|
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى ..لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ قد قَتَلُوا حِصَاني
|
بلقيسُ : أسألكِ السماحَ ، فربَّما كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
|
إنّي لأعرفُ جَيّداً .. أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
|
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!! نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
|
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ .. والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ .. سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
|
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ .. وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
|
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ... وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
|
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ .. قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
|
|
قصيدة فيها من الوجع والشجن الذي صيغ شعرا باروع صوره
ردحذف