الاثنين، 22 أغسطس 2016

شاعرة الكرامة والألم ... فدعة

شاعرة الكرامة والألم ... فدعة 


فدعة


عبدالجبارالعبودي
غالبا ماتوجد عند معظم شعوب العالم، مجموعه من الشعراء والأبطال الشعبيين ممن يقفون في المنطقة الرماديه الواقعه بين الاسطورة والحقيقة مثل ابي الغمسي وحمد ال حمود. وشاعرتنا فدعة بنت علي ال صويح، فمن النادر ان تصادف في ارياف الوسط والجنوب، ممن لايعرف فدعة او يروي لك قصة عنها اويتلو عليك بعض من شعرها، فيزداد فضولك وتود ان تعرف المزيد، فترجع الى المكتبات لتصطدم بالواقع المر وهو ان ليس من هنالك من شىء ذو اهميه منشور حول هذه الشاعره، سوى كراس صغير للسيد عبد المولى الطريحي صدرت طبعته الرابعة عام 1973 ويحمل عنوان (فدعة الشاعرة) يقع في اثنتين وثلاثين صفحة من القطع الصغير، ويعترف الطريحي بالنقص الفادح في النصوص المتوفرة عن فدعة فيقول (وقد بحثنا عن ديوان الشاعره فدعة كثيرا، واجهدنا بالتنقيب عنه مدة فلم نعثر عليه عند احد.) وهكذا فنحن لانمتلك غير هذا الكتيب الصغير في محاولاتنا المحفوفه بمخاطر الخطا لوضع صورة واقعيه لهذه الشاعرة وعصرها قدر الممكن ولتتبع مصادر وعيها الشعري والاجتماعي.
ان فدعة هي الابنه الوحيده (اضافة الى ولد) لمربي جاموس ذكي اسمهُ علي ال صويح (علي بكسر العين)، وان هذا الرجل كان من مربي الجاموس المتنقلين الذين لازالت بقيةً منهم موجودة في وسط وجنوب العراق، فهم يربون الجاموس فقط ويعتاشون منه، ويطلق عليهم (المعدان) تحديدا بالرغم من ان هذه الكلمه قد اتسعت بعدئذ لتشمل مجاميع اخرى من الناس، وهم يقومون بتاجير بعض القطع الزراعية من المزارعين لفترة محدده لكي ترعى فيها حيواناتهم، ومن النادر ان يختلط هؤلاء بالمزارعين الذين يستاجرون منهم الارض، بالاضافة الى ذلك فان لديهم لهجتهم الخاصة بهم، ويعتاشون من بيع القمر والحليب والجبن وغيرها من منتجات الجاموس، ويتميز (المعدان) او (الدبات) كما يسمون احيانا بقوة جسدية متميزة وذلك لاعتماد غذائهم على حليب الجاموس الدسم.
ان الحكاية الشعبية التي تؤرخ بداية معرفتنا بعلي ال صويح ثنائية التفاصيل، فالرواية الاولى تزعم بانهُ كان شيخا او شقيق شيخ، وان اخيه هذا كان اسمه محمد، ولقد كان زعيما لقبيلة بني ازيريج، وقد دبر هذا الاخ مؤامره لقتل علي لانه يفوقه ذكاءا ومعرفه ـ وهي اسباب لاتبدو وجيهه في عالم لايحتاج فيه المرء الى الذكاء او المعرفة ـ، ولقد ارسل هذا الشيخ اولاده السبعة لكي يقتلوا عمهم علي، ويتزوج احدهم بفدعة، ولكن علي اكتشف المؤامرة وقتل سته منهم وفر السابع، فهدم علي بيته، وغادر قبيلته، وسكن في منطقه بعيده عن قبيلته، الا انهم تبعوه وقتلوه بعد ان قتل مائة منهم، ولقد عادت فدعة واخيها حسين الى ابن عمها وتصالحوا معه، وتزوجت فدعة من محمد زعيم بني ازيريج ـ لاحظ هنا ان فدعة تزوجت الان من الاب ـ، وانهم عاشوا عيشة هانئه سعيدة، الى ان تنافس حسين مع ابن عمه محمد حول مشيخة القبيلة، وعلى مايبدو ان حسين قتل في هذا الخلاف، وتتوقف القصه عند هذا الحد. ولا تبدو هذه القصة قابله للتصديق، اذ ان هنالك تناقضا واضحا في الاحداث والشخصيات، فتارةً يظهر محمد بانه شقيق علي وفي نهاية الرواية يصبح ابن عم فدعة ويتزوجها، كما ان هذه القصة قد اختلقت لاحقا لكي تنسج اصلا نبيلا لعلي ولفدعة لكي يليق بهم ماروي عنهم من مجد، وتخلوا القصة من الاسماء المتكاملة التي يستطيع المرء ان يتابعها تاريخيا.
اما الشق الثاني من الرواية وهو الاكثر شيوعا، والاقرب الى الواقع فيصور لنا (علي آل صويح)، بانه كان من مربي الجاموس المتنقلين، ممن لاتعرف له عشيرة، وانه كان يمتلك عددا هائلا من الجواميس، وكان يامر رعاته بان يتركوا الجواميس ترعى في زرع ومحاصيل الناس، فيثور الناس عليه ويطردوه، لان جواميسه تكون قد دمرت محاصيلهم، فينتقل الى منطقة اخرى ويعيد الكرّة وهكذا، الى ان وصل الى مزارع حمد ال حمود، شيخ الخزاعل، وترك جواميسه ترعى في محاصيل حمد، فلم يتعرض له احد ولم تطرد دوابه من المزارع، عندها قال لعائلته مامعناه ان هؤلاء الناس كرماء واننا سوف نقضي حياتنا بينهم.
وهذا يساعدنا على وضع بعد زماني ومكاني لقصتنا، اذ اننا نعرف بان حمد ال حمود قد توفي عام 1794 تقريبا، وهذا يعني ان حمد ال حمود قد عاش فترة حكم السلطان العثماني عبد الحميد الاول (1725 ـ 1789) وقد تولى عبد الحميد الاول الخلافة عام 1774، وان سليم الثالث تولى الحكم بعدئذ، وشهد حمد الخمس سنوات الاولى من حكم سليم الثالث، وان فدعة بالتالي قد عاشت في الفترة الواقعة بين نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ولقد اجبر سليم الثالث على التنازل عام 1807 وحكم من بعده محمود الثالث. وان فدعة كانت امراة ناضجه حينما مات حمد اذ لدينا بعض الابيات التي نعته فيها، وهكذا يمكن القول بانها قد ولدت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. ولا نريد التوسع في وصف الحياة الاجتماعيه التي كانت سائدة في العهد العثماني في تلك الفتره، لان ما مكتوب عنها (كتابات الدكتور علي الوردي مثلا ) تؤرخ الحياة الاجتماعيه في بغداد بالذات، او بعض المدن الكبيره الاخرى، وبالتالي فانها لايمكن ان تعطينا تصورا صحيحا عن القيم الاجتماعيه والتقاليد التي كانت سائدة في تلك الفترة. الا اننا يجب ان نعترف باننا ازاء حاله اجتماعيه استثنائيه. الا وهي امتزاج علي ال صويح بقبيلة الخزاعل، اذ لابد ان يكون الرجل ذو صفات متميزه، جعلت حمد ال حمود يغض النظر عن انحداره من رعاة الجواميس ويقبله كصديق يعتمد عليه ويتشاور معه في كل صغيرة وكبيرة.
ونحن نتعرف على علي ال صويح وهو برفقة حمد ال حمود، ونعرف ايضا بان لديه ولدا واحدا اسمه (حسين) يقتل مبكرا في احدى النزاعات القبليه، ويجب ان نلاحظ هنا بان علي قد بدا يشترك في حرب الخزاعل، وهذا يعني انتمائه الكلي الى القبيله، كما اننا نعرف بان لحسين شقيقه اسمها (فدعة)، لكننا لانعرف معنى فدعة، الا ان معجم المنجد يقول بان الفدع هو اعوجاج الرسغ من اليد او الرجل وان الفدعة هي موضع الفدع، ويحرفها الجنوبيون الى الفدغ (بالغَين)، او ان فدعة قد تكون تحوير وتشويه لفظي لكلمة مقاربه مثل كلمة (بدعة) والتي تعني بديعة الجمال. اما الموقع الجغرافي لقصتنا، فنحن هنا تنقصنا الادلة ايضا، فالمنطقة الممتدة بين الكوفة والسماوة هي المسرح الجغرافي المحتمل، الا ان ارياف الرميثه تمتلك اكثر المقومات لكي تكون الموقع المحتمل.
نستطيع القول الان بان فدعة اذن كانت تعيش في صريفه في احد ارياف الرميثة، وانها كانت ترعى الجاموس احيانا او تبقى في البيت لتصنع القيمر والجبن واللبن، وان مصادر وعيها لاتتعدى الاختلاط بمثيلاتها من النساء والمشاركه في الافراح والاحزان (الزواج والوفاة)، وان اهوار القصب والبردي والمياه وفرت لها الصور الشعرية التي وردت في شعرها. اما من الناحية الاجتماعيه ـ واننا نعتمد هنا على الموروث الشعبي المتناقل ايضا فانها كانت مطلقة، وذلك لسلاطة لسانها ونفرتها من الرجال، الا بعض الروايات تظهرها متزوجه لشيخ بني ازيريج المسمى (محمد) وقد استبعدنا هذا الاحتمال، وفي رواية اخرى انها كانت متزوجة الى ابن عمها المسمى (عبود)، وهذا الامر اقرب الى الواقع، بالرغم من ان مصطلح (ابن العم) في الجنوب قد يشمل قرابة ابعد، اذ انه ليس من المتعارف عليه ان تبقى الفتاه بدون زواج، ولكن يبدو ان زوجها قد قتل، اذ ان اشارة الى ذلك في احدى قصائدها:
يبات الكَلب يحسين ملهود
يجمـع بمـدة ويخـزن جبود
سادة وخزاعل عندك جعود
شي تندعي وشي كَلوبها سود
يحسين جيف بثار عبود؟
عكَبـك تظـل زنـودها بنـود
يبات: يمسي وينام، الكَلب: القلب، ملهود: مكلوم، مدة: القيح، جبود: الدم الفاسد المتخثر، جعود: جالسين، تندعي: اما ان تقصد ان لهم دعاوى او انهم يدعون له بالشفاء، شي: بعضهم، يحسين جيف بثار عبود: اي ماذا سوف يحل بقضية اخذ ثار عبود من بعدك؟، اذ ان زنود القبيلة من بعدك ستتحول الى بنود لافائدة منها.
من المحتمل ايضا، ان فدعة كانت من ذلك النوع من النساء ممن يرغبن في الاشتراك في المعارك عمليا، ويقال انها كانت ترافق عشائر الخزاعل في قتالها ضد عشائر زبيد والمنتفك. كانت نقطة التحول في حياة فدعة الاعتيادية اليومية على ما يبدو هي مقتل اخيها حسين، ونحن لانعرف فيما اذا كانت فدعة على معرفة تفصيليه بحياة الخنساء، الاانها بالتاكيد كانت قد سمعت بالخنساء وبكائها المرير على اخيها صخر. كما ان هنالك احتمالا بان القصص المروية عن فدعة والخنساء قد اختلطتا معا في الموروث الشعبي العراقي، ويبدوا من المحتمل بان فدعة قد سلكت سيرة الخنساء في حزنها على صخر، فلبست الاسود وحزنت ماتبقى من عمرها، وقالت فيه الكثير من شعرها، الذي فقد معظمه بمرور الزمن، اذ ان السمعة التي تتمتع فيها فدعة في معظم مناطق وسط وجنوب العراق وفي عصر كانت فيه المواصلات معدومة ومستحيلة، يدلل على ان فدعة كانت مشهورة في عصرها اكثر مما نتوقع. ولكن السؤال الذي يبقى بدون اجابه مؤكدة، هو هل ان فدعة كانت شاعرة قبل مقتل حسين ام ان شاعريتها قد تفجرت بعد مقتله؟
من المحتمل ان فدعة كانت شاعرة مناسبات، تقول الشعر في حفلات الزواج او حوادث الوفاة، وهي طقوس معقدة تستمر اياما، ويقال فيها الكثير من الشعر، الا ان شاعريتها تفجرت بعد مقتل اخيها المفجع الذي قتل على مايبدو شابا، بالرغم من انها تكنيه احيانا بابي راشد، وهذا يعني انه ربما كان متزوجا وله طفل، ويجب ان نضع في الذهن احتمالا ان حسين لم يقتل بل جرح، مثله صخر، شقيق الخنساء، وانه بقي يعاني المرض لفترة طويلة من الزمن، اذ ان هنالك اشارة لذلك في موضعين من شعرها، ففي احدى قطعها الشعرية تقول:
كلما تون يا خـوي اناغي
شمفضاة خلكَي وشو ساعي
يميمر عرب يبن الصداعي
يعربيد والجابـوك افـاعـي
تون: تان، شمفضاة خلكَي وشوساعي: اي الله ماطول صبري وسعة صدري، والعربيد هو ذكر الافعى. وفي هذا البيت اشارة الى ان فدعة واخيها قد يكونون في الاصل من قبيلة الصدعات، التي يقول عنها الشيخ الطريحي بانها ((قبيلة عربية بدوية شهيرة من قبائل شمر))، وهو امر غير مستبعد.
ومن هنا نفهم ان صبرها كان على وشك النفاذ بسبب طول مرضه وانينه كما ان هنالك اشارة مشابهة لذلك في موضع اخر:
اشما تون يحسين انا اشيط
والنوم عفتـه والغطيط
يلتعـدل العوجة عـدل ميط
يمعزب الخطـار تشريط
ردتـك على كَومـك كَليـط
يلجنهـم بعقلك زعاطيط
على خشومهم منكَار كَطكَيط
يفحل النخل يملجح العيط
اشماتون: كلما تان، اشيط: استشيط غيضا، عفته: تركته، الغطيط: النوم العميق العوجه العوجاء، ميط: نوع من الخشب المستقيم جدا، يمعزب الخطار تشريط: اي يامن توفر لضيفك مايريد حسب مزاجه، كَومك: قومك، كَليط: زعيم، يلجنهم: كانهم، زعاطيط: اطفال، كَطكَيط: الطير المسمى (البيوض) الذي يصطاد الاسماك الصغيرة في الانهار والبحيرات الصغيرة، فحل: ذكر، يملجح : ملقح، العـيط: النخل العـالي صعـب الارتقاء.
مما تقدم نعرف بان حسين كان مريضا منذ فترة طويلة، وانها كانت تتمنى ان يطول به الاجل كي يصبح زعيما على قبيلته.
وقبل ان ندخل في بعض التفاصيل الخاصة بالموضوع الشعري عند فدعة، نود ان نشير بان معظم الشعر الذي قالته فدعة يدور حول اخيها حسين باستثناء بعض المقاطع الشعرية التي قالتها عند وفاة حمد ال حمود، وهي ابيات يمكن القول ببعض الامان انها ترجع الى فدعة في الاسلوب:
حمد مرضي العرب والروم والباشات
يجالسها ويكلمـها بسبع لسنـات
لسـان للعــرب ولسـان للبيكَـات
ولسـان لعـد الروم والشـاهـات
ولسـان يعـرف الرمـز والشـفرات
ولســان يبلّـم كــل جواجبهـا
منه امهـدبلـه كلـها شــواربها
كوسـج بالبـحر كسّـر مراجبـها
البيكَات: السادة وهي هنا تعني بالعرب سكان الريف والبيكَات موظفي الدولة الذين كانوا يزوروه، جواجبها: كواكبها، امهدبلة: منكسة، مراجبها.
ومن الطريف ان نلاحظ من خلال هذه الابيات، ان فدعة كانت تلحظ من بين ضيوف حمد ال حمود بعض الاجانب من العثمانيين وربما الانكليز، وان حمد كان يتحدث التركية على مايبدو (وهو امر غير مستبعد في تلك الفترة)، وهو مشهور ايضا بالفراسة ومعرفة الالغاز والكلام المبطن الذي كان شائعا بين زعماء القبائل في تلك الفترة ويجمع الموروث الشعبي العراقي على ان حمد ال حمود كان متكلما ممتازا وحكيما، وهو بذلك يكون شيخ القبيلة الوحيد الذي يصلنا عنه هذا النوع من المعلومات المتعلق بحكمته وقوة منطقه وحجته.
ولقد مدحت فدعة ابيها علي ال صويح ايضا، وكان هو الاخر مشهورا بالفراسة وقوة المنطق وتفسيره للكلام الملغز، ففي مدحه تقول:
تنادهـت تبغـي الشــظيظ
وباجــر يطـرون التغيــظ
نادوا (علي) الحجية فريض
ياعلوة الشـلهت مـن الفيض
يمشراكَة اشته ومكسر الكَيض
تنـادهت والشـمس تنجاس
تنـادهـت وابـلـيس نـدّاس
نادوا (علي) للشور حيّاس
ابوي اليعـدل العوجة بلا فاس
تنادهت تبغي الشظيظ: اي ان القبيلة كانت على وشك ان تتفرق وتتحول الى شظايا، وانهم قد يذكرون اشياء غير طيبة وتغيظ في المستقبل، لذلك استدعوا عليا ذي الكلام المفروض على الجميع، فهو يشـبه التـل الذي لم يغرق، فهو يشبه القطعة المشمسة في الشتاء والباردة في الصيف.
وفي المقطع الثاني تقول: لقد تجمع القوم وكانت الدنيا حارة وابليس تداس اي ان هنالك احتمالا قويا بانفجار الموقف، لذلك نادوا على علي الذي يجيد المشورة فهو يصلح الاعوج دون الحاجه الى الفاس.
ومن المواضيع التي تناولتها فدعة وصفها لقلعة بناها والدها علي ال صويح، وكانت القلاع الطينيه من المباني الشائعة في تلك الفترة وذلك لكثرة النزاع بين القبائل والخشية من الهجوم المباغت من قبل القبيله العدوه، فان القبيلة تقوم ببناء قلعه طينيه ضخمه ومزودة بثقوب لبنادق، فهي تقول عن هذه القلعه:
بناها علي وية الغيم زمّت
وبيها بني مالـج التمـت
بلابوش منه الخيـل حمّت
محصن علي يالبيه تشمت
زمت: ارتفعت، بني مالج: بني مالك، وربما هم عائلة علي الاقربين، التمت: اجتمعت، بلابوش: مرض.
ومن المثير للانتباه ان معظم المصطلحات الشعبيه التي تستعملها فدعة مشتقة من بيئة الاهوار، ومن الكلمات التي تتكرر في شعرها بكثرة:
عربيد: ذكر الافعى وتكثر الافاعي في الاهوار والمستنقعات بشكل واضح.
كوسج: السمك المعروف، والكواسج كثيرة في شط العرب وهو رمز شائع في الادب الشعبي العراقي للسمكه القويه التي تكسر الزوارق، وبالتالي فان الكواسج على مايبدو كانت اكثر غزاره وانتشارا من الوقت الحاضر.
مراجبها: المراكب والزوارق والاكلاك والسفن من العلامات المميزه للحياة في الاهوار.
مضيف: بيت الضيافه القصبي وهو شائع في الاهوار ايضا.
موحان: فيضان الانهار الموسمي وكانت الاهوار تشهد سنويا (الموحان) الذي يغرق المنازل فتطفو.
البيدر: اكوام الحنطه والشعير والرز قبل درسها.
اليشان: العرزال، العلوة: المرتفعات والتلال التي تبقى جافه اثناء الفيضانات.
وهنالك استعمالات شعريه عندها تبدلت معانيها الان او انها اعتبرت منقرضه من ناحية الاستعمال اللغوي اليومي.
قطار: وهو الحديد الذي لم يطرق بعد، ولاشك ان فدعة لم تر القطار الذي حصرت كلمة القطار له هذه الايام.
سفندل: ذكر الجراد.
الساجة: وهو خشب الساج وربما نوع من الزوارق المصنوعة من هذا الخشب لاشك انها كانت شائعه في ذلك الوقت.
بالاضافه الى العديد من الكلمات التي قل استعمالها مثل العسكر، الشيش، غردك، الكَطكَيط وغيرها.
كما تذكر فدعة بعض المناطق الجغرافية التي قد تساعد في تحديد المنطقه التي تجولت فيها او تلك التي تحدد عالمها الذي عاشته، فهي تقول: ياعلتي من كبر نفّر ونفر هي اطلال مدينة نيبور القديمه، وكانت العاصمه الدينيه لسهل شنعار في عهد السومريين والبابليين ومركزا لعبادة الاله انليل، وتقع نفر في محافظة القادسية، كما تقول في موقع اخر: حسين خويه (جبل كرحوت) ويقول الشيخ الطريحي بان جبل كرحوت جبل يقع بين البصرة والاحواز، الا ان ذلك ليس مؤكدا، ومن المهم ان نذكر هنا بان هنالك تشويه واسع في نطق بعض الكلمات عند الجنوبيين وربما كانت كرحوت هي كركوك، اذ انهم قد سمعوا ان الجبال موجودة في كركوك، ولقد لاحظنا مثل هذا النطق الخاطىء للكلمات حتى في الوقت الحاضر عند بعض الريفيين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق