الاثنين، 8 أغسطس 2016

القصيدة 222 من أحزان السنة العراقية / خزعل الماجدي

نصرٌ يلدُ هزيمةً


خزعل الماجدي

نصرٌ يلدُ هزيمةً
كلُّ هذا الماء لكَ أيها النصرُ !
كل هذا الظلام لكِ أيتها الحرب !
أقفُ مشيّعاً بالورد
لأننا عدنا سالمين
ولأن الرمادَ لم يعد يزيِّن عتبات البيوت
لكني أقف حزيناً
لأن حرباً قادمةً تلوح
وهزيمةً تبخِّر مياهَ الجمال
لا تقولوا للأحجار التمعي
ولا للقيثارات توقدي
لقد تناثر كلّ شيء 
ولم تعد خيوط جراحنا نافعةً لجراحٍ جديدةٍ
فقد رمى بها الغراب على التماثيل السوداء القاسية
وتقطّعت..
كانت تلكَ آخرُ شموعنا
تُسكتها رشقات الماء من قناني الصبيان في الشوارع
وصلنا إلى التجاعيد
وعرفنا أن أساسات بيوتنا كانت تغوصُ 
في لجج البركان الذي يتصاعد طوفانه نحوها
آثارُ الكمنجات الحديدية
وسُرف النهارِ الملطّخ بالطين
توقفنا عند مهاجع الرياح
وقعت شبكةٌ كبيرةٌ فوقنا من الأعالي
الجيوش تمزقت
والغراب اختفى تحت الأرض
واشتعلت النارُ في المدن
يدٌ على وردتي تدوس عليها
وثرثرةُ أسلحةٍ وغبار
جذوةٌ مالحةٌ تمخر نهاري
سواد العشب
وشموع الشمعدان تنوحُ 
إذن عاد كلّ هؤلاء الجنود ممزقين في كفنٍ أحمر !
إذن ارتفعت الأحجار بالتلاوات !
إذن أمسك الناسُ قلوبهم ثانية !
إذن انحدرت الدموع من جديد !
يدٌ على قلبي تهصرهُ
ويتحطم مثل زجاجة.
هذا ما قالته العناكب التي ظهرت تحت أغاني النصر.


إظهار مزيد من التفاعلات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق