السبت، 19 نوفمبر 2016

الشيخ جلال الدين الحنفي


الشيخ جلال الدين الحنفي

الشيخ جلال الدين الحنفي

العلامة الشيخ جلال الحنفي بن محي الدين بن عبد الفتاح بن مصطفى بن ملا محمود البغدادي. أطلق على نفسه لقب الحنفي اعتزازا بالامام الاعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي . ولقب نفسه أيضاً بالبغدادي لاعتزازه بتاريخ بغداد، عاش زمانه فقيها وعالِما موسوعيا وكاتبا وصحفيا ومؤرخا ولغويا وعروضيّا,
ولادته
ولد عام 1914 في محلة البارودية ببغداد في أسرة عراقية بغدادية. ولقد عاش فترة قصيرة من طفولته في البصرة، بحكم عمل والده، ثم عاد إلى بغداد، وتعلم القرآن طفلا ًفي كتاتيبها، ثم أنهى المدرسة الابتدائية فيها عام 1930م، والتحق بكلية الإمام الأعظم،
حياته
عمل خطيباً لأول مرة عام 1935م في جامع المرادية، وفي عام 1939م سافر في بعثه دراسيه الى الازهر الشريف حيث دخل كلية الشريعة. ولما قامت الحرب العالمية الثانية عاد الى العراق مع زملائه في البعثة ملتزماً جامع الخلفاء.
أوفدته الحكومة العراقية إلى الصين عام 1966م، لتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية بشنغهاي، ومكث هناك ثلاثة أعوام، أتقن خلالها اللغة الصينية ، وكتب مسودات لقاموس (عربي – صيني) لم يُسبق إليه، لكن أتلفتهُ مياه البحر في طريق عودته إلى العراق. وبقي في الصين يدرس حتى عام 1969م.
مدرس التجويد القرآني في معهد الفنونمارس تدريس علم التجويد والقراءات القرآنية في معهد الفنون الموسيقية في بغداد، لعدّة دورات. وأجرى في علم العروض تصميمات كثيرة، نشرها في كتاب.



الشيخ جلال الدين الحنفي

جلال الحنفي والإذاعة والتلفزيون
قدّم برامج دينيّة وثقافية وتاريخية في راديو وتلفاز بغداد. وأثرى الصحف العراقية بعشرات المقالات ذات الطابع الخاص ولاسيّما في ما يخص تاريخ بغداد، وثقافتها الشعبية، والمقام العراقي،
جلاال الحنفي والمقام العراقي
الشيخ جلال الدين الحنفي، هو أوّل فقيه يولي المقام العراقي والثقافة الشعبية أعلى درجات الاهتمام حتى صار الإمام الذي يذعن له الجميع فيها
الوظائف التي شغلها العلاّمة في بغداد:
بعد العودة من مصر اشتغل في دائرة الاوقاف إماماً وخطيباً في مساجدها فعين عام 1937م خطيباً في جامع عطا في الكرخ وإماماً في جامع نعمان الباجه جي في الرصافة، ثم نقل الى جامع الوصي (الحرية حالياً) في محلة العيواضية عام 1949م وبعدها نقل الى جامع أمين الباجه جي عام 1953م ثم نقل الى جامع كوت الزين في البصرة ثم الى جامع الكهية في الميدان عام 1957م،
نشاطاته في بغداد:
سعى الى نشر العلم بصورة متطورة فقد درّس في مدارس وزارة المعارف عام 1950م، كما درّس في كلية الإمام الاعظم مادة القروض في الشعر والادب العربي من عام 1973م الى عام 1978م، كما حاضر في معهد النغم العراقي وبجهوده تأسس المركز الاقرائي العراقي للقرآن الكريم عام 1977م في جامع الصرافية وكان مديراً له. كما كان يلقي الاحاديث في اختصاصه من دار الاذاعة العراقية، ويكتب المقالات الطويلة في الصحف والمجلات العراقية والعربية مما يدلّ على طول باعه وسعة اطلاعه وثقافته الموسوعية العالية .


الشيخ جلال الدين الحنفي

يحسن عدة لغات فهو يجيد الانكليزية والصينية والتركية والكردية والفارسية وقليلاً من الاسبانية والفرنسية والالمانية والعبرية.
وله هوايات متعددة منها: أنه عالم بالانغام والموسيقى والالحان وله مؤلفات تنيف على الثلاثين في شتى فنون المعرفة. حتى قال في وصفه صديقه الاديب الكبير أنور عبد الحميد الناصري في كتابه الموسوعي (سوق الجديد) والذي قدم له الحنفي: أنه العالم الجهبذ النحرير وعالم العلماء البصير، كما أشرف الحنفي على موسوعة آخرى للاستاذ أمين المميز هو بغداد كما عرفتها.
لقــّبه اللغوي الكبير الأب انستاس ماري الكرملي،الأب انستاس ماري الكرملي بالشيخ العلاّمة.
كتب مقالاته في الصحف والمجلات ، ولعل عموده الشهير في جريدة القادسية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي ( رؤس اقلام ) كان من اكثر الاعمدة شهرة وقراءة واقبالا لبساطته وتنوع موضوعاته التي ينقلك فيها الحنفي من الدين الى اللغة الى الغناء الى النقد الفني والى الموسيقى والتجويد ولا تنتهي الجولة بفن صناعة الطعام الصيني والبغدادي ودعوته لاستخدام حب الرمان في طبخ الطعام بدلا من الحامض الصناعي الذي يسميه العراقيون (الليمون دوزي)
كان جريئاً في مواقفه ومنها دعوته من على منبر جامع الخلفاء الذي كان خطيبا فيه لمنع استعمال مكبرات الصوت في الجامع قائلاً:
إن المكبرات تزعج غير المسلمين والأطفال والمرضى وكبار السن وليس لها داعٍ فكل الناس يمتلكون ساعات ويعرفون أوقات الصلاة من الراديو والتلفزيون.
درس علم التجويد في معهد الفنون الموسيقية في بغداد ، وتسنى له أن يجرى تصحيحات كثيرة في علم العروض لينتشر في مؤلف.
العلاّمة عاش الكفاف
الحنفي رجل اختلف على عمامته كثيرون ، واتفق عليها آخرون .. وكان هذا الاختلافُ ، والاتفاقُ منذ بدأ حياته المهنية إماماً ، وواعظاً ، وخطيباً ، في جامع المرادية ببغداد في الثلاثينيات من القرن المنصرم ، وبالتحديد سنة 1936 ، عندما أقصاه العلامة محمد بهجت الأثري ، وكان يومها مديراً للأوقاف ، وأنزله عن المنبر ، وعزله من مهنة الخطابة ، بسبب أن الحنفي كان يؤدي خطبة الجمعة بطريقة المقامات البغدادية ، فانتقم الحنفي لنفسه ، ورد على الأثري بأربعين قصيدة من شعر الهجاء .
ثم استمرت خصومات الحنفي ، ومعاركه ، وأزماته ، ليجد نفسه بعدها في مواجهة الشاعر العراقي معروف الرصافي ، الذي نظم في الحنفي قصيدة من أقذع هجائياته ، يصفه بها ، أنه : ( النزقُ والهذرُ ) .
وخاصم الحنفي عدداً من مشاهير المؤرخين ، وكبار الباحثين ، ولم يملك غير أن يقف وراء ما اقتنع به صواباً كان ، أم خطاً ، وكان صارماً مع نفسه ، وانتقد الدكتور جواد علي ، وناقش الدكتور عبد العزيز الدوري ، والدكتور عبد الكريم زيدان ، والدكتور بديع شريف ، ولم يتفق مع كثير من آرائهم ، واختلف مع الدكتور علي الوردي ، وخاض في مواطن الجدل العقائدي ، وقابل الملك فيصل .. واقتحم في السياسة مناطق شائكة ، وتجاوز خطوطاً حمراً ، سُجن على أثرها ، أكثر من مرة في العهد الملكي .


الشيخ جلال الدين الحنفي

كتبه ومؤلفاته
التشريع الأسلامي تأريخه وفلسفته عام 1940م.
معاني القرآن عام 1941م.
آيات من سورة النساء عام1951م.
ثلاث سنوات في جوار الميتم الأسلامي عام 1955م.
صحة المجتمع عام 1955م.
الروابط الأجتماعية في الأسلام عام 1956م.
الحديث من وراء المكرفون عام1960م.
المرأة في القرآن الكريم عام 1960م.
الأمثال البغدادية عام 1964م.
المغنون البغداديون والمقام العراقي عام 1964م.
رمضانيات عام 1988م.
شهر رمضان عام 1988م.
مقدمة في الموسيقى العربية عام 1989م.
شخصية الرسول الأعظم قرآنيآ عام 1997م.
توفي يوم 5/ 3/ 2006م الموافق 5/ صفر/ 1427هـ في ظروف ضياع في الامن وشيع الى أقرب مقبرة الى بيته هي: مقبرة عمر السهرودي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق