الأحد، 20 نوفمبر 2016

في ذكرى رحيل الزعيم الوطني جعفر ابو التمن

في ذكرى رحيل الزعيم الوطني جعفر ابو التمن

الزعيم الوطني جعفر ابو التمن

جعفر أبو التمن

أحد أبرز قادة الحركة الوطنية أثناء العهد الملكي وقبله. هو الحاج محمد جعفر جلبي أبن الحاج محمد حسن أبن الحاج داود أبو التمن ولد ببغداد عام 1881م في محلة صبابيغ الآل (سميت بهذا الاسم لأنها كانت تشتهر بصناعة خيوط القز بالألوان لاسيما الأحمر) وهو من أسرة عراقية عريقة من اسر بغداد القديمة، نشاء في أسرة تجارية وبرز جده من بين هذه الأسرة في حقل التجارة لاسيما تجارة الحبوب، أما لقب أبو التمن فجاء من جده الحاج داود الذي كان يملك مخزناً للرز. فلقب بـ (أبو التمن) أي تاجر الرز.
نشأ جعفر أبو التمن في كنف جده الحاج داود وكان يرعاه رعاية خاصة وأشرف على تعليمه وتثقيفه، لم يتجه جعفر أبو التمن إلى الوظائف الحكومية وإنما بدأ حياته بالتجارة. برز أسمه كأحد العناوين الوطنية مع بدء الاحتلال البريطاني للعراق إذ كلف بعد سفر جده إلى ساحة الحرب في البصرة مجاهدا ضد الغزاة البريطانيين بمهمة تزويد المجاهدين بالمؤن والأموال اللازمة للجهاد، وعندما التحق بالخدمة العسكرية لبلوغه السن القانونية بقي في بغداد ليقوم بمهمة الارتباط بين السلطات العثمانية والمجاهدين. ومع أكتشاف العراقيين لزيف الوعود البريطانية اشتدت المطاليب الوطنية المنادية بالحرية والاستقلال 

دوره في توحيد الطائفتين الشيعية والسنية 

ظهر جعفر أبو التمن أحد أبرز قادة الحركة الوطنية فله الفضل الكبير في توحيد الطائفتين الشيعية والسنية ونبذ الخلافات الطائفية، وعرف عنه مقته الشديد لها، وبهذا الصدد يذكر حنا بطاطا (يعود إليه الفضل في المقام الأول، فضل الجمع بين الشيعة والسنة عند ذلك المفصل التاريخي (ثورة العشرين) وتحويل رص الصفوف المؤقت هذا إلى حقيقة سياسية دائمة إذا لم يكن هنالك في رأيه سبيل أخر إلى كسر شوكة الانكليز).
لم يقف جعفر أبو التمن عند هذا الحد بل تعداه إلى الطوائف الأخرى، فعلى وفق ماأوردته جريدة الاستقلال في عددها الصادر بتاريخ 27 تموز 1932، ذكرت إن الوطنيين استغلوا عيد الجسد عند الطائفة المسيحية فذهبت إليهم وفود من المسلمين وزعمائهم وكان في مقدمتهم جعفر أبو التمن إلى الكنائس يقدمون التهاني لإخوانهم المسيحيين في عيدهم، وقد القيت الكلمات التي تحث على الوئام والوفاق.
مبكرا أدرك جعفر أبو التمن خطورة التكتلات الطائفية على الوطن، فبادر بالرفض القاطع لمحاولات ضمه في نشاط سياسي على اساس طائفي، بل إنه، ورغم تدينه، كان من دعاة التمييز بين الدين والسياسة وقد اتصل المجتهد الشيعي البارز محمد حسين آل كاشف الغطاء بأبي التمن في كانون الثاني 1927، وحثه على الانضمام إلى التكتل الشيعي، غير أن أبا التمن رفض بصلابة، لأنه ( لم يرغب بإدخال الدين في السياسة ) ويرجع التعاون بين الشيعة والسنة في ذلك المنعطف التاريخي الى الوضع الناشئ عن الاحتلال الإنجليزي، غير أن الفضل في الفعل الواعي وراء هذا التعاون يرجع بالأساس ، الى جعفر أبو التمن. وقد ركز فكره ونشاطه لتحويل هذا التعاون الظرفي الى واقع سياسي دائم. 
وكرس جعفر أبو التمن جهوده لتحقيق هدفين مترابطين،وهما وحدة النسيج الاجتماعي والوطني بكل مكوناته وتصفية النفوذ الإنجليزي
ولما أشتد غضب السلطات البريطانية على مناوئيها أثناء ثورة العشرين كان جعفر أبو التمن أحد أهدافها فقررت إلقاء القبض عليه فداهمت مسكنه فتمكن من الهرب عبر مسكن جيرانه، وهي مسكن عبد الهادي حبة وأختفى فيها ليلة واحدة، ثم أنتقل إلى مسكن محمد جواد الحلي ومنها إلى مسكن محمود الاطرقجي الذي لم يوافق على بقائه في مسكنه فهرب إلى مسكن صديقه مهدي الخياط الذي مكث فيه قرابة الأسبوع ومن هنالك إلى منطقة الفرات الأوسط، عبر زورق انطلق من مشرعة سيد سلطان ليلة الخميس 19 آب 1920م، فوصل ساحل بستان مجيد كنة في منطقة الدورة ثم غادر إلى مسكن الملا خضير شيخ الجبور، الذي غادره يحف به ثلاثون فارساً من عشيرة الجبوراتجهوا على ظهور الخيل نحو مسكن شيخ عشيرة الغرير علوان الشلال ومنها اتجهوا إلى الجانب الأيمن من الفرات إلى مسكن عاصي العويض، شيخ عشيرة الجنابيين في منطقة جرف الصخر بقضاء المسيب ثم إلى كربلاء ومنها إلى النجف إذ كانت أحداث الثورة على أوجها، وبذا تم إنقاذه.
التحق جعفر أبو التمن بالثورة في ميدان الفرات الأوسط واسهم مساهمة فعالة في دفع الثورة وتوجيهها وقد احتل مركزا قيادياً فيها ولما أضحت الثورة بعيدة عن النجاح ترك البلاد مع عدد من زعماء الثورة إلى الحجاز فنزلوا ضيوفاً على ملكها الشريف حسين.
أسس جعفر أبو التمن حزباً سياسياً باسم الحزب الوطني وأوقف الحزب عن العمل بعد فترة، وعاود الحزب نشاطه مرة ثانية عام 1928، أنضم إلى جماعة الاهالي من بوابة جمعية السعي لمكافحة الأمية، أستوزر مرتين الأولى في وزارة عبد الرحمن النقيب الثانية وزيراً للتجارة والمرة الثانية في وزارة الانقلاب عام 1936وزيراً للمالية

أتهامه بالشيوعية

أتهم بتأييده للشيوعية فرد على متهميه بالقول: (إذا كانت الشيوعية تسعى لترفيه الفقير ومساعدة المحتاج وتنظيم المجتمع بشكل مفيد أويدها، وهذه هي شيوعيتي).
كان تاجراً كبيراً، حول خبرة السوق لصالح وطنه ووطنيته، وهذه الشفافية التي طبع فيها جعلت التجار يدعونه لتأسيس غرفة تجارة بغداد فحصل على عضويتها ونيابتها 1929-1935 ورئاستها 1935 - 1939.
كان يمتلك عقلا اقتصاديا حاول ان يقدم من خلاله بعض مايستطيع لاصلاح الواقع الاقتصادي والاجتماعي، فقد رأس مجلس ادارة شركة تجارة وحلج الاقطان العراقية ورأس مجلس ادارة شركة استخراج الزيوت النباتية وهو ايضاً اشترك في تأسيس هاتين الشركتين وهما قاعدة الصناعة العراقية 
توفي بتاريخ 20 تشرين الثاني 1945م، بعد مرض التهاب أغشية الدماغ (السحايا) وقد شيعت جثمانه جماهير غفيرة من داره الواقعة في شارع أبو نواس إلى جسر الخر ومنها إلى مدينة النجف الأشرف حيث دفن هنالك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق