الروائي العراقي الرائد ذو النون أيوب
ولد ذو النون أيوب في الموصل عام 1908 وأكمل فيها دراسته في المدرسة الاسلامية وثانوية الموصل ثم أكمل دراسته الجامعية في دار المعلمين العالية في بغداد وتخرج منها عام 1929 مدرسا ً للرياضيات والعلوم الطبيعية، وعمل مدرسا ً في المدارس الثانوية أو مديرا ً لها في عدد من مدن العراق (وكان الشاعر عبد الوهاب البياتي أحد طلبته في المتوسطة الشرقية ببغداد). واختير عميدا ً لمعهد الفنون الجميلة الذي يعتبر فترة عمله فيه من أسعد فترات خدمته في وزارة المعارف (التربية الآن)
بدأ الكتابة الأدبية منذ سنة 1933. يقول الدكتور عبدالاله أحمد في كتابه ” نشأة القصة وتطورها في العراق ” ان أول قصة نشرت له كانت تحمل عنوان ” صديقي” نشرها في صحيفة الطريق في 25 حزيران 1935. شارك في تحرير مجلة ” العصر الحديث ” ومجلة ” المجلة ” في ثلاثينيات القرن الماضي . أصدر أربع عشرة مجموعة قصصية أسماها (مسدسات) لأن كل مجموعة تحتوي علي ست قصص. لكنه خرج عن هذا النسق في مجموعاته: ” قلوب ظمأي ” و” صور شتي ” و” قصص من فيينا ” و”فرن اللاجئين ” حيث جاءت كل منها بأكثر من ست فصص أو أقل. صدرت مجموعته الاولي ” رسل الثقافة ” في عام 1937 وأعيد طبعها لمرتين في عامي 1942و1908،
وقد أعادت وزارة الاعلام في العراق طبع مجموعاته القصصية في مجلدين تحت عنوان ” الآثار الكاملة لأدب ذي النون أيوب ” وقد صدرا في عام 1977 وضم الأول منهما مجموعاته ” رسل الثقافة ” و” الضحايا ” و” صديقي ” و” وحي الفن ” و” الكادحون ” وبرج بابل ” و” العقل في محنة “، وجاء في 565 صفحة من القطع الكبير. أما المجلد الثاني فقد ضم مجموعاته ” حميّات ” و” الكارثة الشاملة ” و” عظمة فارغة ” و” قلوب ظمأي ” وصور شتي ” و” قصص من فيينا ” و” فرن اللاجئين “، ويقع في 381 صفحة، وفيه قصص كان قد كتبها في منتصف سبعينيات القرن الماضي ومنها ما كتبه وهو في فيينا . كما أصدرت الوزارة مجلدا ً ثالثا ً ضم رواياته: ” الدكتور ابراهيم ” و” الرسائل المنسية ” و” اليد والأرض والماء ” “. وإلي جانب ذلك أصدر ” أبو هريرة.. وكوجكا ” في سرد سيَري علي نسق روائي، ورواية ” وعلي الدنيا السلام ” صدرت عن دار العودة في بيروت، و” مختارات ذي النون أيوب ” عام 1958. مارس الترجمة وقام هو والدكتور أكرم فاضل بترجمة رواية ” الأبناء والبنون ” لتورجنيف وترجم عن الألمانية ” أسد الفلاندرز “، إلي جانب عدد كبير من القصص القصيرة لأبرز كتـّاب العالم وشارك في ترجمة رواية ” الأم ” لغوركي، بحسب ما جاء في كتابه ” الرد “.
كان ذوالنون أيوب يتميز بالصراحة وروح المشاكسة ويميل للنقد القاسي والجارح أحيانا ً ويضيق بالالتزام ويرفض تلقي الأوامر، فضلا ً علي كونه من دعاة الحرية الشخصية وتحرير المرأة. وقد قاده ذلك ألي العديد من المتاعب سواء علي الصعيد الاجتماعي أم الصعيد السياسي. انه يقول ” أعتبر أنا المجموعة الخامسة ” برج بابل ” أعنف ما كتبت في نقد السياسة في العراق وأخلاق الساسة، من صحفيين ووزراء ومديرين ونواب، ومباديء تنادي بها الأحزاب السياسية. ” فبسبب مقال كُتب حول المجموعة، تلقي توبيخا ً (وكان مدرسا ً) وتم نقله إلي كويسنجق لأن المقال أشار إلي ان ذاالنون أيوب كان يقصد الدكتور فاضل الجمالي المدير العام في وزارة المعارف في قصة ” نحو القمة ” المنشورة في المجموعة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد قام القاص بتحويل القصة إلي رواية تحمل عنوان ” الدكتور ابراهيم: حياته ومآثره “. وطبعت الرواية علي شكل ملازم باديء الأمر تلحق كل ملزمة مع عدد من أعداد ” المجلة ” هدية للقراء. وبادر إلي تقديم استقالته من الوظيفة احتجاجا ً علي ما لحقه من أذي. يقول ” قررت أن أصبح بائع كتب متجولا ً. أنشر المجلة وأبيع ما نشرته من كتب…. وصرت أدور في بغداد لبيع الكتب المذكورة لأساتذة المدارس من زملائي السابقين، وأروّج للمجلة، وأسافر إلي أنحاء العراق المختلفة لهذا الغرض ”
وبفعل ما واجهه من مضايقات، سافر إلي النمسا، ومكث هناك حتي قيام ثورة 14 تموز حيث عاد إلي العراق، لكنه ما لبث أن تركه عائدا ً إلي فيينا إلي أن توفي فيها عام 1988.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق