الأحد، 9 أكتوبر 2016

تشي جيفارا في ذكرى أغتياله


تشي جيفارا في ذكرى أغتياله


تاريخ الميلاد 14 يونيو 1928
مكان الميلاد روساريو، الأرجنتين
تاريخ الوفاة 9 أكتوبر 1967 (العمر: 39 عاماً)
مكان الوفاة لا هيجيرا ، بوليفيا
إرنستو "تشي" جيفارا المعروف باسم تشي جيفارا ، ثوري كوبي ماركسي أرجينتيني المولد كما أنه طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكري ورجل دولة عالمي وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية. أصبحت صورته منذ وفاته رمزا في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
سافر جيفارا عندما كان طالبا في كلية الطب في جامعة بوينس آيرس الذي تخرج منها عام 1953، إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو غرانادو على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الكلية، وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط ، وتغير داخليا بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك.



أدت تجاربه وملاحظاته خلال هذه الرحلة إلى استنتاج بأن التفاوتات الاقتصادية متأصلة بالمنطقة ، والتي كانت نتيجة الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار الجديد والإمبريالية. رأى غيفارا أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية. كان هذا الاعتقاد الدافع وراء مساهمته في الإصلاحات الاجتماعية في غواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز غوزمان ، الذي ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف على الإطاحة به .



بينما كان غيفارا يعيش في مدينة مكسيكو التقى هناك براؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إن خرج هذا الأخير من سجنه حتى قرر غيفارا الانضمام للثورة الكوبية. رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب ، وانضم لهم في حركة 26 يوليو، التي غزت كوبا على متن غرانما بنية الإطاحة بالنظام الدكتاتورى المدعم من طرف الولايات المتحدة التي تدعم الديكتاتور الكوبى فولغينسيو باتيستا. سرعان ما برز غيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلى الرجل الثاني في القيادة حيث لعب دورا محوريا في نجاح حملة على مدار عامين من الحرب المسلحة التي أطاحت بنظام باتيستا .



في أعقاب الثورة الكوبية قام غيفارا بأداء عدد من الأدوار الرئيسية للحكومة الجديدة ، بالتأسيس لقوانين الإصلاح الزراعي عندما كان وزيرا للصناعة وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذى للقوات المسلحة الكوبية، كما جاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية. مثل هذه المواقف سمحت له أن يلعب دورا رئيسيا في تدريب القوات التي صدت غزو خليج الخنازير، كما جلبت إلى كوبا الصواريخ الباليستية المسلحة نوويا من الاتحاد السوفييتي عام 1962 التي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية. بالإضافة إلى ذلك كان غيفارا كاتبا عاما يكتب يومياته كما ألف ما يشبه الكتيب لحياة حرب العصابات وكذلك ألف مذكراته الأكثر مبيعا في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية ( رحلة شاب على دراجة نارية ).

غادر غيفارا كوبا في عام 1965 من أجل التحريض على الثورات الأولى في الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخرى في بوليفيا، حيث تم إلقاء القبض

لا تزال شخصية غيفارا التاريخية تنال كلا من التبجيل والاحترام ، مستقطبا المخيلة الجماعية في هذا الخصوص والعديد من السير الذاتية والمذكرات والمقالات والأفلام الوثائقية والأغاني والأفلام . بل وضمنته مجلة التايم من ضمن المائة شخص الأكثر تأثيرا في القرن العشرين، في حين أن صورته المأخوذة من طرف ألبرتو كوردا والمسماة غيريليرو هيروويكو قد اعتبرت "الصورة الأكثر شهرة في العالم."



بعدما سافر تشى جيفارا الى الكونغو، ظهر فجأة فى بوليفيا مبشرا بمشروع خلق حركة مسلحة بوليفية و التحضير لرص صفوف الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة الأطماع الأمريكية بالمنطقة ، لكن الثائر الأرجنتيني سرعان ما وجد نفسه وحيدا مع عشرين من مقاتليه ، يواجه وحدات الجيش المدججة بالسلاح بقيادة السي أي إيه في براري بوليفيا الاستوائية .
بعد إلقاء القبض على اثنين من زملائه الثوار، اعترفوا تحت قسوة التعذيب أن تشي جيفارا هو قائد الثوار.
فبدأت حينها مطاردة لشخص واحد.



بقيت السي أي أيه على رأس جهود الجيش البوليفي طوال الحملة ، فانتشر آلاف الجنود لتمشيط المناطق الوعرة بحثا عن أربعين رجلا ضعيفا وجائعا .
قسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها ، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عن بعضهم في الأدغال . إلى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه ، تعرض جيفارا إلى أزمات ربو حادة ، مما ساهم في تسهيل البحث عنه ومطاردته.
في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فرداً، وقد ظل جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة في منطقة صخرية وعرة ، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل. وقد استمر “تشي” في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه وهو مايفسر وقوعه في الأسر حياً.
نُقل “تشي” إلى قرية “لاهيجيرا”، وبقي حياً لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه.
وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف “ماريو تيران” تعليمات ضابطيه: “ميجيل أيوروا” و”أندريس سيلنيش” بإطلاق النار على “تشي”.
دخل ماريو عليه متردداً فقال له “تشي”: أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل”، لكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر الضابطان الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته.
بعدما أُعدم تشي جيفارا، قام طبيب عسكري ببتر يديه ، وأرسلت إلى بيونيس آيريس ليتم مقارنة البصمات بتلك التي تحتفظ بها الشرطة الأرجنتينية في ملف خاص به.



وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم.
وقد شبّت أزمة بعد عملية اغتياله وسميت بأزمة “كلمات جيفارا” أي مذكراته. وقد تم نشر هذه المذكرات بعد اغتياله بخمسة أعوام وصار جيفارا رمزاً من رموز الثوار على الظلم. نشر فليكس رودريجيس،
نشرالعميل السابق لجهاز المخابرات الأميركية (CIA) صورا فريدة عن إعدام تشي جيفارا.





في العام 1997م كشف النقاب عن جثمانه وأعيد إلى كوبا، حيث قام الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو بدفنه بصفة رسمية.
ظل جيفارا في قلوب الكثيرين في كوبا بطلًا يقسم الأطفال في المدارس كل صباح بأنهم سيصبحون مثل تشي جيفارا، في وطنه الأصلي الأرجنتين خلدت ذكراه بعدة متاحف وفي عام 2008 كشف النقاب عن تمثال برونزي يبلغ طوله اثني عشر قدمًا في روزاريو، مسقط رأسه، بعض الفلاحين البوليفيون يعتبرونه قديسًا ويصلون إليه من أجل المساعدة، بالطبع الكنيسة الكاثوليكية لا تعتبره كذلك ولكن ذلك لا يبدل رأي الجماهير التي تعشقه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق