الأحد، 9 أكتوبر 2016

الشاعر مؤيد شكري الراوي في ذكرى رحيله

الشاعر مؤيد شكري الراوي في ذكرى رحيله

الشاعر مؤيد شكري الراوي

الشاعر العراقي مؤيد شكري الراوي (1939 – 2015)
عُرف الراوي بكونه أحد مؤسّسي "جماعة كركوك الشعرية" في العراق، عام 1964، والتي تضمّ، إلى جانبه، أسماء مثل سركون بولص (1944 – 2007) وجان دمّو (1942 – 2003) وصلاح فائق (1945) وفاضل العزاوي (1940).
لم يكن الراوي مُكثراً في إنتاجه؛ إذ أصدر "نزهة في غواصة" و "احتمالات الوضوح" عام 1974 و"ممالك" عام 2011. و"سرد مفرد" عام 2015 وترجمت قصائده إلى عدة لغات، منها الألمانية والإنكليزية والفرنسية.

إلى جانب كونه مناضلاً، كان مؤيد الراوي شاعراً وفناناً في الخط والرسم وناقداً مُنظراً، إلا أنه لم يكن مهتماً بجمع مختلف أعماله هذه ومقالاته وإصدارها في كتب، ولم يكن ساعياً إلى شهرة أو نجومية، فظل طوال حياته مبتعداً عن أضواء المهرجانات والمؤسسات، فكما يقول في ديوانه الأخير: «أعتقد بأن مشروع أيّ شاعر، في جزءٍ مهم منه، هو محاولة الخروج من سجن المواطنة الجماعية الذي تمّ تدجيننا فيه، والنأي عن المؤسسة وهرمها المثقل عليه. ومشروعه أن يكتشف هويته الخاصة ويمسك بذاته العميقة خارج الذوات الأخرى، بعيداً عن التشكل الجماعي».
فلم تصدر له إلا ثلاثة دواوين كانت كافية لترسيخ اسمه بجدارة،
ومنذ صدور ديوانه الأول، لفت الرواي إليه الأنظار باعتباره شاعراً متميزاً، حيث يقول الروائي حسين الموزاني عن ذلك بأنه: «عندما نشر مؤيد الراوي مجموعته الشعرية «احتمالات الوضوح» نزلت علينا نزول الصاعقة، نحن المنفيين العراقيين والعرب في لبنان آنذاك، لأنّنا لم نألف هذا الشعر بعد، فكان كلّ شيء فيه جديداً، معنىً ولغةً وصوراً وتمرّداً وتحدياً وقوةً وجمالاً».ويبقى كونه أحد مؤسسي (جماعة كركوك) أكبر إنجازاته لما عنته وما زالت تعنيه هذه الجماعة في تشكيل الثقافة العراقية المعاصرة والتي كُتب بشأنها الكثير، ومنها ما قاله عنها الناقد الدكتور مالك المطلبي واصفا إياها بأنها «فتحت باب التجريب العنيف»، «فبعد أن قام الشعر الخمسيني بانعطاف تاريخي، بتحويل مجرى الشعر العربي، من القيد العمودي، إلى الفضاء الحر، حيث بدا، في حينها، أنه من المستحيل تجاوز تلك القمم الثلاث: السياب والبياتي ونازك الملائكة، التي صارت أقرب إلى المقدس (المطلق) منها إلى التاريخي (النسبي)، جاء فعل الستينيين، على يد (جماعة كركوك) خاصّة، ببيانات، وأعمال، سددت لشعر التفعيلة، أو الشعر الحر، ضربة قاصمة، حين وسمته بالشعر العمودي بثوب فضفاض وباتت قصائد الخمسينيات بإزاء الأشكال الهندسية الستينية التي تشكل محتوى الصدمة في بناها الاستعارية، فعلا اعتياديًّا. ومن هنا فُتح باب التجريب العنيف، ليُفصل الشعر الخمسيني عن الستيني، بعوامل فنية، وجمالية، وليس بتسجيلية الزمن، كما عليه ظاهر التسمية. ولعلي أشير، هنا، إلى ثلاثة أسماء تعد الرأس المحرك لتلك الجماعة، وهم: مؤيد الراوي، وفاضل العزاوي، وسركون بولص»
توفي الشاعر مؤيد الراوي عن 76 عاماً في برلين، بعد معاناة مع مرض السكّري.
بتاريخ 9 - 10- 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق