الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الشاعر رشدي العامل
بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الشاعر رشدي العامل
ولد الشاعر العراقي الكبير رشدي العامل عام 1934 في مدينة حديثة الأنبارية ، وعدّه النقاد واحداً من أهم شعراء مرحلة ما بعد الرواد ، ممّن تركت بصماتهم الواضحة أثراً على المشهد الشعري لعقد الخمسينيّات ، من أمثال الشعراء : سعدي يوسف .. شاذل طاقة .. يوسف الصائغ .. وحسين مردان ..
كان رشدي العامل شاعراً شيوعياً ملتزماً لم يجامل النظام البعثي أو يسنكِن أمامه ، إلا أنه لم يغادر الوطن ، حتى بعد انهيار الجبهة الوطنية في سبعينيات القرن العشرين .
أدمن على الكحول ، وعاش وحيداً معوزاً حتى وفاته ، لكنَّ جنازته شهدت تشييعاً مهيباً ، فدفنَ في مقبرة أبو غريب .
رشدي العامل ...طائرٌ أنحدر من أعالي الفرات ليسقط ميتاً على ضفاف دجلة .
رشدي العامل ...عرفته السجون والمعتقلات زائراً خفيف الظل , لا يتعب سجّانيه فهو يراعي بدقة متطلبات السجن , فيأتي متأبّطاً ( يطغه ) ويحمل ( سفرطاسه ) وفي جيبه قصاصات ورق بكر وقلم صغير .
رشدي العامل ... كان رومانسياً من طراز فريد .. لا يبتعد أي نص شعري لديه عن حافة الحلم .. بل يوغل غالباً في مجاهيله يبحث عن منجاةٍ يسترد بها أمانه .
رشدي العامل ... ظلّ وفيّاً لفكره حتى ساعاته الأخيرة , وأستمرت قناعته بأن نهاية الصراع سيكون لصالح الفقراء والمعدمين , وحتى حين خبا بريق الأشتراكية قبيل وفاته .. برّر ذلك بأنها ( البروفة ) الأولى , وقد أقترب الشاعر جواد الحطاب في قصيدته الحزينة التي يرثيه فيها يوم أربعينيته الى حقيقة أصرار رشدي العجيب على التمسّك بفكره النيّر .. اذ قال :
ما أن غادر المعزوّن المقبرة
حتى نهض ( المدعو ) رشدي العامل
وتفقــّد بيته الجديد
كان بلا أثاث وموائد للكتابة
فانتظر مجيء الليل
ليحصي : كم قتيلاً يمتد بين الكلاشنكوف والشعر
وأذ أنتبه ( المدعو ) رشدي العامل
لعيونٍ تتقفى آثار خطاه
حتى قرفص وكأنه يهمّ بقضاء قصيدة
ثم تسللّ الى أقرب قبر
ليؤسّس تنظيماً سرياً لفقراءالموتى
كما ظلّ الى قبيل مرضه الأخير وقعدته رهين الفراش , معارضاً صلباً للحكم الأستبدادي القمعي ممّا أثار حنق السلطة وغضبها , حتى وصل به أمر التحدّي هذا أن طلب منه رئيس تحرير الجريدة المركزيه لحزب السلطة وكانت تربطه علاقة حميمة به أن يكتب شيئاً عن تحرير الفاو من الأحتلال الأيراني كما فعل أغلب الشعراء والأدباء , فرفض ذلك وقال له ( لن أخطو خطوة واحدة نحو هذا المستنقع), كما صعد يوماً منصة أتحاد الأدباء ليلقي قصيدته ذائعة الصيت ( الحسين يكتب قصيدته الأخيرة ) وكانت القاعة قد غصّت بالحضور , ودوي صوته يصلُ الى أسماع ضباع الأمن الذين يذرعون الرصيف المحاذي لمبنى الأتحاد , وفي القصيدة أشارات فاضحة ودلالات بينـّه اذا ما أسُقطت على الوضع السياسي المخيف حينها
ذكرُ النحّات نداء كاظم أن رشدي قال له قبل رحيله ( أطرقوا ثلاث طرقات على قبري اذا سقط الطاغية حتى أعلم ان ليل العراق قد انتهى ) , وقد وفىّ نداء بتنفيذ هذه الوصية
توفي الشاعر رشدي العامل في التاسع عشر من ايلول عام 1990
من دواوينه المنشورة :
همسات عشتروت / 1951.
أغانٍ بلا دموع / 1956.
عيون بغداد والمطر / 1961.
للكلمات أبواب واشرعة / 1971.
هجرة الألوان / 1983 .
حديقة علي / 1986.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق